بسم الله الرحمن الرحيم

الأهـل الكـرام في ليـبـيا

إن الله أكرمكم بالانتصار على الحاكم الظالم، وخلّصكم من شروره وزبانيته الفاسدين. فإياكم أن تقعوا في شَرَكِ الدول الكافرة الطامعة المستعمرة، وإياكم أن تقبلوا بأنصاف الحلول، بأن تُسَلِّموا أمركم إلى حكام جدد يحكمونكم بغير ما أنزل الله.

إن دول الناتو أسرعت إلينا ليس من باب الإنسانية بل طمعاً بثروات بلدنا. هي دول تبحث عن مصالحها، وبخاصة الآن حيث تمرّ في أزمات مالية واقتصادية وبطالة. إنها دول تتصرف على قاعدة: «دَمِّرْ ثم عَمِّرْ». وبخاصة إذا وجدت بلداً غنياً بالثروات. وقد رأينا كيف فعلوا بالكويت والعراق. إنهم يتدخلون بحجج إنسانية، فيدمّرون البلد بحجة إنقاذ أهله، ويأخذون كلفة التدمير أضعاف أضعاف ما دفعوا. ثم هم يستلمون التزامات التعمير ويأخذون أيضاً أضعاف أضعاف ما دفعوا. فلنحذر من أطماع هؤلاء.

ونحن الآن نسمع النصائح التي تُعطى إلى المجلس الانتقالي بشأن بناء الدولة، وسَنِّ الدستور والقوانين، والاستعانة بالدول (الطامعة إياها)، والديمقراطية، والإسلام المعتدل وما شاكل ذلك.

نحن حزب التحرير نوجه النصيحة لأهلنا وشعبنا سواء مَنْ هم في المجلس الانتقالي أو في أي موقع، النصيحة الحقة الصادرة من العقل والقلب، والصادرة من مصدر الحق والخير (كتاب الله وسنة رسوله)، مصدر النصر والإعزاز والتوفيق، ننصحكم أن تُنْعِموا النظر في الآيات التالية وتتمسكوا بها وتقيموا الدستور والقوانين بناءً عليها:

قال تعالى: ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف3.

وقال: ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) المائدة 15 و16.

وقال: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) البقرة 170.

وقال: ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )المائدة 50.

وقال: ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة 44.

آن لنا أن نعود إلى الحق، إلى اليقين إلى ربنا سبحانه. آن لنا أن نثق أن نصرنا يأتي من الله سبحانه وليس من الدول الكافرة الطامعة. وأن التسديد والتأييد والتوفيق منه تعالى، وهو القائل: ( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) آل عمران 160. ينصرنا الله إذا التزمنا بطاعته وبشرعه. ولا يجوز بحالٍ من الأحوال أن نتحوّل عما شرعه الله لنا وننشئ مجالس تشرّع لنا من أهواء الناس، قال تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى 21.

في دين الإسلام وفي جميع المذاهب الحلال والحرام هو من الله وحده وليس لأحدٍ من الخلق، قال تعالى: ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ ) يونس 59، وقال تعالى: ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) النحل 116. ومثل الحلال والحرام الحق والباطل والخير والشر والمعروف والمنكر. كل هذه الأمور تُعْرف حصراً من كتاب الله وسنة رسوله، ولا يجوز الرجوع لمعرفتها إلى أذواق الناس وأهوائهم، ولو سَمّوا مجالس تشريعيةً.

فاحذروا من مطامع الدول، واحذروا أن تعودوا إلى أحضان حكام يحكمونكم بغير ما أنزل الله. وأقيموا الحكم والتشريع والدولة على أساس الإسلام. وبذلك تحظون برضوان الله ونصره وإكرامه.

 (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ).  

15 من ذي القعدة 1432

الموافق 2011/10/13م

  حزب التحرير

 ليبيا

للمزيد من التفاصيل