التاريخ الهجري 06 من ذي القعدة 1432                                                                    رقم الإصدار:  ح.ت.ي 87 

      التاريخ الميلادي 2011/10/04م

بيان صحفي

من الصادق علي صالح أم جمعية علماء اليمن؟!

في المكان واليوم نفسه الذي التقى فيه علي صالح وفد جمعية علماء اليمن المكون من رئيسها ومن جاءوا معه في ختام مؤتمرهم الذي عقد بين 29-27 أيلول/سبتمبر المنصرم وتوّجوه ببيان حرموا فيه التظاهر، التقى علي صالح يوم الخميس 29 أيلول/سبتمبر بمراسلي صحيفة الواشنطن بوست "Washington Post" ومجلة التايم "TIME" الأمريكيتين ليقول لهم بالفم الملآن "الدستور كفل حق التعبير والتظاهر..". وأوردته صحيفة الثورة الحكومية الصادرة يوم السبت في عددها 17125.

لقد كذّب علي صالح ما جمع جمعية علماء اليمن لأجله في مؤتمرهم وتعنوا مشقة المجيء لإبلاغه إياه بأنفسهم. فهل كلام صالح للمراسلين الأمريكيين للاستهلاك الخارجي وبيان جمعية علماء اليمن للاستهلاك المحلي!

إن كان الدستور اليمني "إسلامي" كما يقال، فكيف يكفل حقّاً حرمه الشرع! لكن الحقيقة أن دستور اليمن مثله مثل غيره من دساتير بلاد المسلمين صنع على شاكلة الدساتير الغربية ولم يأبه لشرع سوى باللفظ لا غير، كـ "الإسلام دين الدولة"، و"الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات".

في السابق، حين كان السؤال المطروح أيهما أولى بالاتباع الشرع أم الدستور، قالوا بخبث أن الدستور إسلامي ولا يخالف الشرع، واليوم يبدو أن الدستور في واد والشرع في واد وجمعية علماء اليمن في واد ثالث.

إن مما ابتلي به المسلمون في اليمن، كغيرها من بلاد المسلمين، هو التلبيس عليهم بجعل الأفكار الرأسمالية الغربية تلبس لبوس الإسلام وختمها بفتوى لتبرير أخذها وجعلها مقبولة عند الناس، ولكن سرعان ما يكتشف الناس الزيف ويزيلون اللبس ويعيدون كل شي إلى أصله فيتمسكون بدينهم وينبذون ما سواه ولو كان مظهره جميلاً براقاً جراء التوظيف السيئ للإسلام من قبل السلطان وعلمائه.

إن من يقومون بهذا التلبيس إنما يقومون بأمر خطير لنزع ثقة المسلمين بإسلامهم؛ إذ أصبح يتبادر إلى الذهن أنه غير قادر على استيعاب ما يستجدّ من أمور الحياة، وبالتالي فإن عليهم أخذ ما لدى الغرب، صاحب فصل الدين عن الحياة، وإلباسه لبوس الإسلام.

إن المسلمين اليوم بخير وقد أصبحوا يعلمون حين بحث مسألة ما لمعرفة حكم الإسلام فيها أن المسألة لا تتوقف على قول فلان أو علان من الناس مهما تسموا، بل هي محصورة في الأدلة الشرعية المتعلقة بالبحث وطريقة الاستدلال. وصاروا يعلمون أن الله أحبهم أن جعلهم مسلمين وحفظهم من الضلال بحفظ كتابه لهم، وما أحوجهم اليوم للعودة والرجوع إليه ليحكم حياتهم ويجمع شتاتهم في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي أظل زمانها واشتدت حاجة الناس إليها لينهي عنهم تسلط الكافر وخيانة الحاكم وتبعية العالم.

ثبت في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

ولاية اليمن

للمزيد من التفاصيل