بسم الله الرحمن الرحيم

 (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

منذ أن بدأ أهل لبنان بالتفاعل مع الانتفاضة المباركة في سوريا بالتظاهر والاعتصام والتأييد الإعلامي، تعاملت السلطات الرسمية في كثير من الأحيان مع هذه المبادرات تعاملاً أمنيًا وعمدت إلى التضييق على المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى المظاهرات في أكثر من مناسبة وأكثر من منطقة، بل عمدت بعض الأجهزة الأمنية إلى اعتقال بعض المتظاهرين قبل موعد المظاهرات أو خلالها أو بعدها، على الرغم من سلمية هذه الأنشطة وانضباطها وعدم مخالفتها للقوانين المرعية الإجراء. وبعض الأشخاص اعتقلوا وتعرضوا لمعاملة سيئة وصلت إلى حد التعذيب، وحولوا إلى القضاء العسكري مع أنهم مدنيون، ولا يزال بعضهم قابعًا في السجن بأمر من المحكمة العسكرية دون محاكمة من أجل رأيه فقط. وقد وصل التعسف في الممارسات "الأمنية" إلى حد استدعاء بعض الوجوه البارزة في الحركات الاسلامية إلى القضاء العسكري، فهل استقال أهل السياسة في هذا البلد من مهامهم لصالح المؤسسات العسكرية والأمنية؟!

 وعليه فإن الهيئات الإسلامية في لبنان معنية بتبيان الثوابت التالية:

 1- إن ممارسات القمع التي لا تزال بعض أجهزة السلطة اللبنانية مصرة عليها، والتي تأتي بالتزامن مع تساقط الأنظمة البوليسية في المنطقة العربية من شأنها أن تزيد من الاحتقان لدى الرأي العام، وبالتالي ستؤدي إلى عكس ما تعلنه أجهزة السلطة من خشيتها انتقال الأزمة السورية إلى لبنان.

 2- إن الهيئات الإسلامية تطالب أجهزة السلطة بالكف عن الإساءة إلى المعارضين للنظام السوري الذين يعبرون عن مشاعر الرأي العام المتعاطف مع أهل سوريا المظلومين المستضعفين، وتدعوهم إلى الكف عن الأذى والظلم وإلى عدم تجاوز حد السلطة والتعسف في استعمالها.

 3- تطالب الهيئات الإسلامية السلطة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين وحمايتهم.

 4- إن الهيئات الإسلامية في لبنان تعد الأهل والأخوة في سوريا أنها لن تتراجع عن نصرتهم ودعمهم وتأييدهم بكل ما أوتيت من عزم وطاقة، سياسيًا وشعبيًا وإعلاميًا، وبالإغاثة ونجدة المظلوم بناء على قوله صلى الله عليه وسلم:

 «ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلمًا فى موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته وما من أحد ينصر مسلمًا فى موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله فى موطن يحب فيه نصرته ».رواه أحمد

 (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

 4 ذي القعدة 1432هـ

2-10-2011م                                                                                         الهيئات الإسلامية في لبنان