التاريخ الهجري   15 من شوال 1432

التاريخ الميلادي   2011/09/13م

رقم الإصدار:1432 هـ / 40

الرأسمالية مصدر إحباط للمرأة

"مترجم"

كشفت دراسة حديثة نشرتها الكلية الأوروبية لعلوم أدوية الأمراض العصبية النفسية أن الاكتئاب بين النساء في أوروبا قد تضاعف خلال السنوات الأربعين الماضية بسبب العبء الناتج عن محاولة إيجاد توازن بين أعباء الأسرة والمنزل وضغط العمل ومسؤولياته.

وذكرت الدراسة أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 إلى 40 سنة هن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال بنسبة ثلاث إلى أربع مرات بسبب العبء الهائل الناتج من العمل داخل البيت وخارجه، وأشارت إلى أن واحدة من بين كل سبع نساء أوروبيات يتأثرن بهذه الحالة في مرحلة ما من مراحل حياتهن.

علقت الدكتورة نسرين نواز عضر المكتب المركزي لحزب التحرير قائلة: "إن النظام الرأسمالي الغربي المسمَّم والذي يعتبر تحقيق أكبر كم من المنافع الاقتصادية هو من أسمى أيدولوجياته قد تعامل مع الراحة البدنية والنفسية للمرأة باعتبارها شيئاً ثانويا تماما، ضاع وسط اهتمامه المحموم بالمكاسب المادية.

وفي ظل الرأسمالية فإن الأمر خرج  من "حق المرأة" في العمل إلى استعبادها للمادة بحيث تعمل ساعات طويلة بغض النظر عن الضغط الناتج عن ذلك أو الضرر الذي سيلحق بالأطفال وتماسك الأسرة بحيث أصبح ارتباطها بالعمل والمادة أكثر وثوقا من ارتباطها بالبيت.

وأصبح نجاح المرأة يُقاس بمدى تحقيقها لمكاسب اقتصادية ومساهمتها في عائدات الضرائب بحيث يُنظر للمرأة الحامل أو الأم على أنها عبء على العمل أكثر من كونها كائن مهم في المجتمع.

وفي سباقها لتأمين الربح على حساب أي شيء آخر فإن الرأسمالية قللت من قيمة الأمومة والحياة الأسرية حيث دفعت المرأة للعمل حتى لم يتبق لها وقت للعناية بأطفالها كما هو واجب عليها.

وعلاوة على هذا فإن الحركة النسوية الغربية ومفهومها عن المساواة بين الجنسين قد اعتبرت دور الرجل التقليدي كمعيل للأسرة أكثر أهمية من دور المرأة التقليدي كربة بيت، وأصبح نجاح المرأة يُقاس بمدى تفوقها في العمل وليس في تربية أطفالها وتنشئتهم، ما ولَّد عندها ضغطاً اجتماعيا للعمل من أجل إثبات الذات.

إنهم يدّعون أن تحرير المرأة لا يتوافق مع الاعتماد الاقتصادي على زوجها. وأن تحديد أدوار كل من الرجل والمرأة ما هو إلا قمع لاحترام المرأة وحريتها. وفي الحقيقة فإن هذا الادعاء أجبر المرأة على أن تعمل كل شيء، فهي مطلوب منها  تحمل أعباء المنزل والأولاد وكذلك العمل لتأمين العائلة ماديا، مما يؤدي إلى شعورها بالفشل إذا لم تتمكن من التوفيق بين العمل والبيت، وكذلك شعورها بالذنب لقلة الوقت الذي تقضيه في العناية بأطفالها، مما يمكننا من وصف هذا الوضع بالقمع الاجتماعي النفسي والعاطفي.

وفي تناقض صارخ مع الرأسمالية فإن الفكر الإسلامي لا يستند إلى تفضيل القيمة المادية على القيم الأخرى، وهو يبحث في كل الاحتياجات البشرية والاقتصادية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية بما في ذلك الحفاظ على تماسك الأسرة وضمان رعاية الاطفال وتنشئتهم بشكل صحيح.

ورغم أن الإسلام ينص على حق المرأة في العمل، إلا أن الاسلام يلزم زوجها أو أي قريب لها من الذكور أو من الدولة  برعايتها وتأمين حاجاتها المعيشية بحيث لا تضطر إلى تقديم تنازلات على حساب أسرتها أو أن تقوم بدور المرأة الخارقة التي يجب عليها عمل كل شيء.

وبالإضافة إلى هذا فإن الإسلام لا يعتبر دور المعيل أكثر أهمية من دور ربة البيت، بل يكون الدوران متوازنين متكاملين بما فيه خير الأسرة والمجتمع؛ فهو يرفض النظر إلى نجاح المرأة على أساس أنها امرأة عاملة، بل يمنحها بدلا منها منزلة عظيمة كأم أو أخت أو ابنة. وبالتالي فإن ربات البيوت اللواتي لا يخرجن للعمل لا يشعرن بنقص بل هن في منزلة عالية ولهن دورهن الفعال في تربية وتنشئة أطفالهن ليصبحوا مواطنين صالحين يستقيم بهم المجتمع. فهذا هو النظام الإسلامي الذي يحرر المرأة حقا من أغلال الرأسمالية".

الدكتورة نسرين نواز

عضو المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل