حزب التحرير بمدينة غزة: النفوذ الأجنبي أس الداء والبلاء، ومعركتنا الأساسية هي التحرر

في ندوة عقدها شباب حزب التحرير بمدينة غزة في قاعة النادي الأهلي الفلسطيني بعنوان: "الدساتير بين إرادة الأمة وإرادة الأجنبي" السبت 1-3-2014م، قال عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين المهندس إبراهيم الشريف تحت كلمة ألقاها بعنوان: :نظرات سياسية في التخلص من التبعية"، قال أن: (النفوذ الأجنبي هو أس الداء والبلاء في بلادنا، فهو الذي جلب لنا الطواغيت، وهو الذي نهب خيراتنا، وسلب إرادتنا، وهو الذي يفتعل الصراعات ويسيل الدماء لأجل بقائه،وهو الذي يمنع من خلال أدواته عودة الإسلام كنظام، وهو الذي يتدخل في تفاصيل حياتنا ويبقي على تخلفنا، ولذلك يجب أن تخوض الأمة معركتها مع النفوذ الأجنبي وأدواته بلا هوادة وبلا مواربة، فالمستعمر أعلن حربه علينا صريحة، والأمة لابد أن تستقل بإرادتها وتسيطر على ثرواتها وقرارها حتى تطبق نظام حياتها وتحمل رسالة الإسلام إلى العالم)

وحول الدساتير الي تم سنها حتى الآن في مصر وتونس، والدساتير التي يجري العمل لسنها، قال الشريف بأن : (هذه الدساتير تمثل احتيالاً على إرادة الأمة، وهي منفصلة عن ثقافة وحضارة وعقيدة الأمة الإسلامية، والانتخابات التي تمت احتيالية كون المطروح فيها مفروض أساسًا، فلم يُتح للأمة سوى الاختيار بين الوجوه مع ثبات المضمون الذي يتنكر للإسلام ويُبقي على العلاقة مع الأجنبي علاقة السيد بالعبد، وكون هذه الانتخابات تمت تحت ضغط الإرهاب الديمقراطي، الذي يهدد الأمة بتهمة الإرهاب إذا ما قررت أن تعيش وفق نظام الإسلام، أو تستقل بإرادتها عن الأجنبي)

ثم هاجم الشريف النظام الرأسمالي ووصفه بأنه مجلبة للفقر والشقاء والدمار، واستشهد ببعض الأمثلة والاحصائيات:  (الرأسمالية  بدأت الحروب العالمية الطاحنة التي قتلت الملايين، وقتلت عشرات أو مئات الملايين من السكان الأصليين لأميركا الشمالية والجنوبية، والملايين من السكان الأصليين لأستراليا، وأهلكت الحرث والنسل بالأسلحة الذرية في اليابان، ودمرت بلاد المسلمين كالعراق وأفغانستان وغيرها، وأججت الصراعات، وأفقرت الناس وأدخلتهم في دوامة مركبة من الديون لأجيال قادمة، بينما ركزت الثروات في أيدي فئة قليلة جدًا من الناس).

وقال الشريف في نهاية كلمته: (إن حزب التحرير يقدم الإسلام للعالم كخلاص لهم، يقدمه كنظام وليس مجرد مشاعر ورغبة، نظام مجسد في دستور وقوانين، ومجسد في شخصيات إسلامية تحمله، وتكافح به الأنظمة الجاهلية).

وفي كلمة للأستاذ أبو محمد السعيد بعنوان: "مبدئية الدساتير"، تحدث الأستاذ أبو محمد عن العالم الإسلامي بعد هدم الخلافة ووصفه بأنه: (فقدَ وجهةَ النظرِ في الحياةِ كلِها، وصارَ يُطبقُ عليهِ نظامٌ  فاسد، وانتكسَ سياسياً رُغمَ وفرةِ الأموالِ فيه، وإمكانيةِ استغلالِ الكفاياتِ العملية، للرقي المادي في جميعِ أقطارِه، ولذلك فهو لا يعاني مشاكلَ اقتصادية، فالثروةُ النفطيةُ والمعدنيةُ وحدُها كافيةٌ لإدارةِ شؤونِه، وإنما يعاني أزمةً فكرية، لأنهُ في حاجةٍ ماسةٍ إلى فكرٍ أساسي يُعيِّنُ له وجهةَ النظرِ في الحياة، وينبثقُ عنهُ دستورُه، وتنبثقُ عنهُ قوانينُه، وتنبثقُ عنهُ جميعُ معالجاتِ مشاكلِ الإنسانِ في الحياة. ومتى وُجِدَ لديهِ هذا الفكرُ الأساسيُ وبدأَ يطبقُه، فقدْ بدأت النهضةُ الحقيقة، وهي الارتفاعُ الفكري على الأساسِ الروحي وهي في الإسلامِ حصراً دون سواه.)

ووصفت كلمته الدساتير في البلاد الإسلامية بأنها: (غير مبدئية ولا تقوم على أساس الإسلام، بل قائمة على أساس النظرة التي ينظرها المبدأ الرأسمالي: السيادةَ للشعب ، وأنْ الحرياتِ الأربعةَ مصانةٌ ومقدسة، وأنْ العلاقاتِ في المجتمعِ هي علاقةُ أفرادٍ ببعضهم)، ثم تعرّض بالنقد لهذه الأسس جميعها في تفصيل دقيق.

ثم طرح مشروع دستور دولة الخلافة الذي يقدمه حزب التحرير للأمة، ووصفه بأن دستور إسلامي للدولة الإسلامية، وليس دستور حزب ولا دستور دولة حزب، ودعا الأمة لمناقشته.

واختتمت الندوة بمداخلات من الحضور تؤيد ما يطرحه الحزب من مواجهة النفوذ الأجنبي الفكري والسياسي والاقتصادي، ودارت حوارات واستفسارات حول بعض مواد الدستور.
وفي نهاية الندوة توجه الحضور إلى طاولة الكتب التي تزخر بإصدارات حزب التحرير المختلفة، التي تطرح التصور العملي للدولة الإسلامية.

{imagonx}014/3/gaza{/imagonx}

02-03-2014م