عقد شباب حزب التحرير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة محاضرة بعنوان: "الديمقراطية تحرق مصر كما أحرقت العراق، والخلافة سبيل الخلاص"، وذلك بعد صلاة مغرب يوم الخميس 22-8-2013م في قاعة بلدية النصيرات.

تحدث فيها عضو  المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين المهندس إبراهيم الشريف، وابتدأها بمقدمة عن اتباع الهوى في الحكم على الأحداث عامة وأحداث مصر بصفة خاصة، وقال بأن: (الأمر أكبر من الأهواء وأكبر من العصبيات لأنه أمر ضياع بلاد وهدر دماء)، ومما قاله : (فاتباع الهوى يؤدي إلى الظلم ويؤدي إلى الضلالة عن الحق لذلك فإن المسلم عندما يريد أن يحكم على موقف ما أو أمر ما يجب أن يحكم عليه بما هداه الله إليه من شرعه لا أن يطوّع الشرع لما يهوى في الحكم عليه، وعندما يريد أن يفهم الوقائع يجب أن يفهمها كما هي لا كما يهوى، فلا يتابع الأخبار ووسائل الإعلام التي يهوى وينصرف عن التي لا يهوى)

ثم تحدث الشريف عن أحداث مصر منذ 25 يناير بإيجاز وخلص إلى نتيجة مفادها أن : (اللعبة الديمقراطية لعبة محسومة النتائج، وهي أداة يوصل بها الاستعمار إلى الحكم من يريد ويقصي من يريد)، وأتبع ذلك بإنكاره استخدام الإسلام والفتاوى في المعركة الدائرة حول الديمقراطية وتأكيده على أن الإسلام يجب أن يكون جوهر المعركة لا أداة تستخدم عند الحاجة إليها : (في مصر رفع الجميع شعار الديمقراطية، وتدور المعركة حول الديمقراطية، فالإخوان يطالبون بالديمقراطية والشرعية الديمقراطية في مواجهة الانقلاب، والسيسي يبرر الانقلاب على الديمقراطية  وارتكاب المجازر بالحفاظ على الديمقراطية نفسها.. وكلا الجانبين يستخدمون الدين حين الحاجة، فالقرضاوي يفتي بحرمة الخروج على مرسي و الانقلابيون يفتى لهم بأخف الضررين. وبين هذا وذاك لا وجود لطرح الإسلام وتحكيم الشرع، بل الموجود هو الديمقراطية وتحكيم الشعب ويا لشماتة المستعمرين)

ثم دار الحديث عن حقيقة الديمقراطية ونتائجها، وضرب أمثلة تبين المعنى الحقيقي للديمقراطية وأنه إيصال عملاء للحكم يحفظون المصالح الغربية ويدمرون البلاد ويرهنوها للمستعمر، ومما تحدث به حول الديمقراطية المزعومة ونتائجها على المسلمين:

(الديكتاتور مبارك كان بنظرهم ديمقراطيا، والسفاح حافظ الأسد وابنه بشار ديمقراطيين، والطاغية بن علي ديمقراطي، وأبو مازن الذي يبيع ويشتري بفلسطين هو ديمقراطي، ومجرم أوزباكستان كاريموف ديمقراطي..

وهكذا كل عميل يسلم البلاد للاستعمار ويحفظ مصالحهم هو ديمقراطي ومقبول ولو حكم 40 سنة وورث الحكم لأبنائه، فما يهم أميركا زعيمة الاستعمار هو حفظ مصالحها.

فمرسي عندما كان مرضيًا عنه كانت أفعاله ديمقراطية وعندما قرروا التخلص منه صارت أفعاله ديكتاتورية

وباسم الديمقراطية ارتهنت مصر سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لأميركا، وصارت حجر الزاوية لتمرير وتنفيذ المصالح الأميركية

ويجب أن نفهم تصريح أوباما بأن مصر هي حجر زاوية للسلام في الشرق الأوسط جيدًا، فالسلام في الشرق الأوسط معناه حفظ أمن يهود وتمرير الرؤى الأميركية فيما يخص قضية فلسطين وسوريا وغيرها، ومثال ذلك الضغط على أهل غزة، وإعلان الحرب على غزة من القاهرة، ورعاية وإيقاف المصالحة، والتوسط بين غزة ويهود وغير ذلك

وباسم الديمقراطية رهن الجيش المصري تدريبه وسلاحه لأميركا فما يسمى "الدعم" العسكري للجيش المصري لحفظ أمن يهود وإبقائه على كامب ديفيد

وباسم الديمقراطية وحرية السوق تحولت مصر من اقتصاد منتج مصدر إلى اقتصاد مستورد مستهلك

وباسم الديمقراطية وحرية التملك يمتلك قلة قليلة معظم ثروات مصر

والآن باسم الديمقراطية يقتل ويجرح الآلاف ويعتقل مثلهم، وينسق مع يهود على أعلى المستويات

باسم الديمقراطية أشعلوا مصر وصوروا القضية على أنها بين إسلام وكفر مع أن الطرفين من المسلمين

وصوروها على أنها بين إسلام وعلمانية مع أنه لم يطرح أحد الطرفين الإسلام.

وهي في الحقيقة تنفيذ فقط لمصالح أميركا بإيصال القادر على حفظ نفوذها والانقلاب على من عجز عن ذلك باستعمال أدواتها وإسالة دماء المسلمين في مصر.

هذه هي الديمقراطية ونتائج اللعبة الديمقراطية

هي الديمقراطية التي أحرقت الجزائر عندما وصل للحكم من لا يريده المستعمر

هي الديمقراطية التي أحرقت العراق ودمرته

هي الديمقراطية التي تحرق مصر اليوم لتغيير الحكام وفق الرغبة الأميركية)

ثم اختتم الشريف بالحديث عن الطريق الديمقراطي للوصول إلى الحكم فقال: (أن الطريق الديمقراطي الذي يفرض على المسلمين التخلي عن حاكمية الله والاحتكام للشعب، ويفرض على المسلمين حكامًا وفق الرغبة الاستعمارية لا يمكن أن يوصل إلي الحكم إسلامًا، ولا يمكن أن يحرر الأمة من التبعية للمستعمر)

وكذلك عن أن الخلافة بشكلها ومضمونها هي سبيل خلاص الأمة من التبعية ومن النظام الرأسمالي المتوحش، وأنها  نظام الله الذي يوحد المسلمين ويوحد جيوشهم لتجاهد في سبيل الله لا لتقتل أبناءها كما في باكستان وسوريا ومصر وغيرها، وأن طريق الوصول إليها هو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم والصدع بنظام الإسلام في وجه الجاهلية، لا طريق السفارات الأجنبية ومداهنة العلمانية والعلمانيين، وفي النهاية أجاب الشريف عن الأسئلة التي وجهها بعض الحضور حول الوضع في مصر.

23-8-2013م