محاضرة "الثورات العربية إلى أين؟!" في مخيم البريج وسط قطاع غزة

عقد شباب حزب التحرير في مخيم البريج وسط القطاع محاضرة بعنوان: "الثورات العربية إلى أين؟!"، وذلك بعد صلاة عشاء أمس الجمعة 31-5-2013م.

تحدث المحاضر عن ذكرى هدم الخلافة على يد اليهودي المتمسلم مصطفى كمال عميل الانجليز، وأن الأمة تحولت بعد ذلك من أمة تصنع الأحداث إلى مسرح للأحداث، وأنها مرت بأيام عجاف تشيب منها الولدان من (نهب خيراتهم وتقسيم بلادهم واحتلال لفلسطين وتقديمها ليهود بلا ثمن، واحتلال كثير من بلاد المسلمين التي ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال مثل كشمير والشيشان وغيرها، وانتهاك الأعراض في البوسنة والهرسك والعراق والأفغان والتطاول على القرآن ونبي الرحمة وعلى الإسلام، وانتشرت المآسي في طول البلاد وعرضها: من أدنى بلاد الإسلام إلى أقصاها، ومن أقربها إلى أبعدها.. حتى ظن الكثير أن الأمة قد تودع منها، وأن المسلمين هلكى، ونسوا هؤلاء أن هذه الأمة هي أمة خيرية ... وأن الله قد وعدها بالنصر والتمكين...)

ثم تحدث عن الثورات وقال أن الأمة فاجأت العالم، وأن الثورات برهنت لأصحاب القلوب الضعيفة والمريضة على أصالة معدنها وأنها أمة لم ولن يُتودع منها طالما أن الإسلام ينبض في عروقها، وأن هذه الثورات جاءت لتؤكد على حقائق منها:

•        أن الأمة تصرفت مع أحداث الثورة ابتداء من تونس حتى الشام بوصفها أمة واحدة، وليس قضية خاصة بشعب من شعوب العالم، فاشرأبَّت الأعناق وشنّفت الآذان وحملقت العيون تجاه ما يحدث من ثورة عارمة في تونس، فتأثرت الأمة بمجموعها لما حدث، وتفاعلت مع الحدث بوصفها أمة إسلامية، فبدأت تنتقل الثورات من بلد إلى آخر، ومن عاصمة إلى أخرى منددة بحكامها وأنظمة الطاغوت التي تحكمها.

•        أن هذه الثورات إنما جاءت بعد كبت طويل، عاشته الأمة تحت نير الحكم الجبري، الذي سُلط على رقاب المسلمين قرابة القرن، أدركت الأمة من خلاله أن مصيبتها تكمن في أنظمة الطاغوت التي تُحكم بها، وفي القائمين عليها من حكام عملاء للغرب.

•        هذه الثورات لم تحقق الهدف المنشود، إلا أنها على الأقل خطوة للأمام في صحوة الأمة وتحركها، وتحمل في طياتها بشرى زوال الملك الجبري إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.

•        مطلب الأمة الأساس هو تغيير الأنظمة وليس تغيير الحكام فقط، فلذلك فإن ما حققته الأمة إلى الآن لم يعد نجاحا؛ لأنه لم يحقق الهدف المصيري الذي قامت لأجله هذه الثورات.

ثم تحدث المحاضر عن ما يمليه الإسلام على المسلمين عامة وعلى الثائرين المخلصين خاصة:

1-      أن تقطع الثورات كل صلة مع الوضع الذي فرضه الغرب على الأمة الإسلامية، على مستوى السياسة والاقتصاد والثقافة، وإلا ستستمر الهيمنة الغربية تحت أشكال جديدة، وشعارات براقة تخلط السم بالدسم، وإن اللهاث وراء مرضاة عواصم الغرب تحت حجج العبء الاقتصادي، والحاجة إلى المعونات هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

2-      إن الثورات يجب أن تتوحد في الهدف؛ لتكون ثورة أمة واحدة تهدف إلى استئناف الحياة الإسلامية، التي تتجسد بتطبيق أحكام الإسلام كافة، قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، وبذلك يصبح المسلمون أمة واحدة من دون الناس، تربطهم عقيدة الإسلام وتصبح رايتهم راية العقاب.

3-      نقول لحركات الإسلام المعتدل: إن ما تشهده المنطقة من ثورات هو فرصة ذهبية، فلا تكونوا سببا في ضياعها، وإن الغرب يغرق فلا تنقذوه.

4-      يجب علينا جميعا أن نتسلح بصدق الإيمان بربنا، والوعي على أحكام ديننا، وألا نقبل الدنية في ديننا، وليكن همنا الفوز برضوان الله، وليس إرضاء قادة الغرب، ولتكن نهاية هذه التضحيات والدماء هي خلافة راشدة على منهاج النبوة ترضي ربنا، وليس دولة مدنية ديمقراطية علمانية يرضى بها الغرب عنا.

5-      إن ما نراه في مصر وتونس بعد اكتساح البعض لمقاعد البرلمان عبر صناديق الانتخابات، ليس تغييرًا في المضمون وإنما تغيير في الشكل، والتغيير الحقيقي يقتضي قلع نفوذ الاستعمار ونظامه الرأسمالي، وتطبيق الإسلام كاملاً، فنعيد بذلك إلى الإسلام سيرته الأولى حكما وعيشا وجهادا وانتشارا حتى نقضي على كيان يهود، ونحقق بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم فنفتح روما بإذن الله، وننقذ البشرية، وننشر الخير في ربوع العالمين.

(ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).

1-6-2013