أسماء مملكة في غير موضعها "وزير خارجية عباس"
بقلم عبد الرحمن يوسف
في مقابلة معه على وكالة معا الإخبارية يريد المالكي أن يفتتح سفارة في جوبا، وألا يخلي الجو "لإسرائيل" في تلك المنطقة الهامة. لقد سبق المالكي الجميع في نباهته، وحرصه وكياسته. ودلل على أنه يدير السياسة الخارجية بمهنية منقطعة النظير، فهنيئا لفياض وعباس بهذا السياسي الفذ، فقد تعودنا على مهنيته الفائقة في أكثر من مناسبة
 
فهو الذي أدار المداولات التي جرت حول تقرير جولدستون عن حرب غزة في مجلس حقوق الإنسان، واستطاع بحنكته العالية أن يفرّج عن "إسرائيل" كربتها في ذلك المحفل الدولي، ومع أن جولدستون يهودي إلا أن المالكي كان أكثر يهودية منه، وحافظ على العملية السلمية آنذاك من الانهيار، وجنب "الفلسطينيين" تلك الخسارة. ولا يفوتنا أنه قبل ذلك استبسل في معركة الأمم المتحدة ومجلس الأمن خلال حرب غزة.
 
وهو ما يزال يدير وبكل براعة سيل الاعترافات الدولية "بالدولة الفلسطينية المستقلة" على حدود 67، ما قوّى من الموقف "الفلسطيني" وأضعف موقف "إسرائيل" حسب زعم نبيل شعث في تصريح له بالمناسبة. فقد اعترفت "بالدولة المستقلة" جميع دول أمريكا الجنوبية تقريبا، والدور الآن على دول أمريكا الشمالية، فإذا حصل فذاك النصر المبين.
 
وزير الخارجية الفذ بدأ ديموقراطيا منذ ولادته زمن أوسلو، وقد حصل على العديد من الجوائز والحوافز كان أبرزها من خلال تعاونه مع مركز بيرس للسلام ، وترؤسه لمركز بانوراما لتعميم الديموقراطية في المجتمع "الفلسطيني". وهو صاحب فكرة الحصول على الاعترافات الدولية "بالدولة الوهم"، تماما مثل رئيسه فياض صاحب الأكذوبة الممجوجة "موعد مع الحرية".
 
لم يحصل في التاريخ أن قامت دولة على الورق قبل أن توجد على الأرض. كما لم يحصل أن قام شعب بجباية الضرائب من أجل توفير تكاليف الاحتلال مثلما يحصل عندنا الآن، لدرجة أن رئيس السلطة "عباس" قال إنه أرخص احتلال في التاريخ. ولم يحدث أيضاً أن قام شعب بالسهر على أمن مستعمره ومغتصب أرضه ووطنه، ووظّف أبناءه "الثوار" مرتزقة يسجنون ويقتلون أبناء شعبهم لمصلحة المحتلين الغاصبين. إنها مهزلة الزمن الذي نعيش.
 
وإني أسأل الله سبحانه أن يرينا في هؤلاء يوما ينسيهم وساوس شياطين الإنس والجن إنه سميع مجيب.
12/1/2011