Shaweesh

بقلم: د. مصعب أبو عرقوب

عندما تستحضر إرث الخلافة العثمانية وعثمان ومحمد الفاتح والسلطان عبد الحميد، فإنك تتألم لما تراه من خيانة النظام التركي العلماني وتشعر بمرارة لتلك الأدوار الخيانية التي يقوم بها أردوغان وأوغلوا ونظامهما الذي يدور في فلك أمريكا…وعندما تستمع لتصريحاتهما وترى أفعالهما تشعر أن الأمر تعدى تنفيذ أوامر سيدهم الأمريكي ليصل حد العداء للأمة الإسلامية والأرض المباركة خصوصا… بل تلمس ذلك الحرص الكبير على كيان يهود وكأنه من بقية أهل النظام التركي وحامي وجوده؛
فأردوغان وأوغلوا صرحا في أكثر من مرة وشددا على حرصهما على وحدة أراضي أوكرانيا وضرورة عدم التنازل عن ذرة من ترابها لروسيا بما فيها القرم، وعلى النقيض من ذلك يستميتون في الدعوة لتقسيم فلسطين بين أهلها وكيان يهود قسمة ضيزى عبر دعوتهم المتكررة لحل الدولتين الأمريكي! ويسعون جاهدين لمد الكيان الغاصب بالشرعية عبر التطبيع العلني وبالقوة عبر الاتفاقيات الاقتصادية والتبادل التجاري، فالحرص والجهود تلك التي يبذلها أردوغان ونظامه في خدمة كيان يهود أكبر من أن تكون مجرد تنفيذ لأوامر أمريكا!!
وإنه لمشهد مؤلم جداً...أن ترى هذه المواقف والتصريحات والصور المعبرة ممن ارتبط زورا بالعثمانيين وارثهم...والعثمانيون منهم براء!
لكن … الأشد إيلاما لكل المخلصين لدينهم وأمتهم أنهم حذروا الأمة من هذا النظام وأزلامه مرارا وتكرارا...وكان أشد ايلاما لهم أن يسمعوا مدحا لهذه الشرذمة من بعض أبناء الأمة...فالأشد إيلاماً أن ترى من يصفق لهم ويمد يده ليصافحهم ويبرر لهم خيانتهم ويرتمي في أحضانهم…ويصمت عن خيانتهم وتطبيعهم مع كيان يهود الصارخ لهوى في نفسه مع علو صوته في استنكار تطبيع آخر أو خيانة أخرى من نفس جنس هذه الخيانة وذاك التطبيع لكنها جاءت من طرف آخر!!
كان الأشد ألما أن ترى خيانتهم وعمالتهم وتصرخ: هؤلاء خونة...ينتقلون بكم من خيانة لأكبر منها ومن مؤامرة لأفظع من الأخرى لا يزيدكم مالهم إلا ارتهانا للغرب ولن تجلب لكم تصريحاتهم وتدخلاتهم ووساطاتهم إلا الهزائم والتنازلات…الأشد إيلاما ألا يرى البعض الحقائق الصارخة إلا بعد سنوات من التضليل وإطالة أمد العملاء وإضفاء الشرعية عليهم.
إن الوقوف مع الخونة ولو بكلمة ومعاندة الحقائق الشرعية والسياسية الواضحة يزيد الطين بلة ويساعد أعداء الأمة من الغرب وعملائهم في إطالة عمر الاستعمار وأذنابه في بلادنا وإنجاح مؤامراته علينا حتى تبقى الأمة في حلقة مفرغة تدور من عميل لعميل… يصفق له البعض في عناد ردحا من الزمان حتى تحترق ورقته وينكشف أمام الأمة كما انكشف اردوغان ومن قبله عبد الناصر والسادات، فيستبدلهم الغرب المستعمر آخر يستميل البعض ليصفقوا ويبرروا له مخازيه وخياناته ويصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن الحق فيساهمون -ولا عذر لهم- في جهود الغرب المستعمر في إبقاء الأمة في هذه الحالة من التبعية للغرب عبر عملاء مهرجين يمثلون على الأمة ويلعبون بخبث على مشاعرها !!
إن الأمة الإسلامية لا تمتلك ترف الوقت لإضاعته في تجريب قادة وأنظمة وبرامج ثبت فشلها وخيانتها وعمالتها وارتهانها للغرب، فالكل مطالب بتحكيم الشرع فهو الميزان والمرجعية التي لا تخطئ في التوصيف والتشخيص، فالخائن معروف والعميل واضح والولاء والبراء يميز الصفوف ويكشف المواقف والشخوص، ولا يجوز أن نحكّم الأهواء وتعصف بنا الآمال السرابية فيطيش البعض على شبر ماء، والقرآن بين يديه ينير له الدرب ويرسم له طريق العز والتمكين والنصر والتحرير؛
تحرير في حالتنا… حالة الأرض المباركة، لن يكون إلا بمعركة كمعركة حطين وبقائد كالبطل صلاح الدين يوحد الأمة ويسير بجيوشها لاقتلاع كيان يهود من جذوره، ويجمع شتات الأمة في دولة جامعة دولة الخلافة على منهاج النبوة.