التاريخ الهجري           13من صـفر 1435

التاريخ الميلادي           2013/12/16م

رقم الإصدار:   01/1435هـ

بيان صحفي

الجدل حول "الفصل بين الرجال والنساء"

"الفُتُوَّة الليبراليون" يستهدفون النساء المسلمات مرة أخرى لفَرْض قِيَمِهم على الجالية الإسلامية

)مترجم(

على الرغم من المشاكل الكثيرة التي تواجهها البلاد، يبدو قرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بمعالجة ما يعتبر أساساً نظام جلوس لجالية معيّنة محددة بأنه، من جانب، قرار استثنائي. لكن معارضة كاميرون السماح للنساء والرجال المسلمين الملتزمين (بأحكام دينهم) الجلوس منفصلين عن بعضهم في لقاءات الجمعية الإسلامية في الجامعة، ووعد شوكا أومونا بأن حزب العمّال سيَمْنعُ مثل هذه الممارسات إذا ما وصل إلى السلطة، يثبت أن ذلك ليس أكثر من تنافس بين "الفتوّة الليبراليين" في عرض عضلاتهم لضَرْب المسلمين إلى أن يتوافقوا مع المعايير الليبرالية.

علقت شوهانا خان، الممثلة الإعلامية للنساء في حزب التحرير / بريطانيا قائلة: "إن فصل مقاعد الرجال عن النساء في لقاءات المسلمين هو أمر طبيعي في حياة الجالية الإسلامية، وحتما أن يكون الحال نفسه في لقاءات الجمعيات الإسلامية في الجامعات في جميع أنحاء البلاد - لعدة عقود - على النقيض مما يرغب أمثال كاميرون تصويره."

"من الواضح أن الضجّة التي افتُعلت حول هذه القضية تتسم بازدواجية المعايير، ذلك أن الفصل بين الرجالِ والنساء لم يكن أمراً غريباً في أوضاع أخرى في بريطانيا. ففي بريطانيا كثير من المدارس ذات الجنس الواحد - بما فيها كليّة إيتون وهي المدرسة التي درس فيها ديفيد كاميرون. كما أنه حسب القانون البريطانيِ، يمكن تغريم المستشفيات التابعة لمصلحة الصحّة العامة إذا أخفقت في فصل الرجال عن النساء في عنابرها بشكل صحيح. ويعتبر فصل الرجالِ عن النساء في أكثر النشاطات الرياضية أمراً طبيعياً، وستكون فكرة الغرف المُخْتَلَطة لتغيير الملابس في المؤسسات العامّة صدمة لأكثر الناسِ، حتى في مجتمع ليبراليّ."

"رغم ذلك، عندما يتبنى المسلمون نظام جلوس مختلفًا مبنيًّا على إيمانهم، يَصْرخُ بعض المعلّقين الليبراليين بأن المسلمين يحاولون بشكل غير مقبول تغيير "طبيعة بريطانيا" من خلال فرض ممارسة 'متطرّفةَ'."

"تعتبر المناقشة المطروحة، القائلة بأن الفصل بين الجنسين في الجلوسِ ظلم للنساء بشكل ما، وأنّه يحطّ من قدرهنّ أمراً لا أساس له، لأنّ النساء المسلمات أنفسهنّ، شأنهنّ شأن الرجال، هنّ من يطالبن بهذا الفصل. ربّما تمّ إسكات أصواتهنّ بشكل كبير في أجهزة الإعلام السائدة، لكنهنّ يناقشن من خلال حرم الجامعات بأن الفصل بين الجنسين في الجلوس لا يؤثر على الطريقة التي يستعملن فيها عقولَهنّ وأصواتَهنّ. بل إن حرمانهنّ من القدرة على الجلُوس بالكيفية التي يشعرن فيها براحة أكثر، أثناء نشاطات جمعياتهنّ هو الذي يسلبهنّ حقّهنّ في المُشاركة في الحياة الجامعية."

"بما أن الفصل بين الجنسين في الجلوس أثناء اللقاءات هو ممارسة إسلامية معتبرة في الجالية الإسلامية، فإن وصفه بأنه هامشي و"متطرف" كذب ومحاولة لتهديد الجالية الإسلاميةِ بكاملها بوصمها 'بالتطرّف'. هذا هو في النهاية تراثُ النظام العلمانيِ، وهو إجبار كل الجالية على تبنّي المعايير العلمانية أو مواجهة الإقصاء."

"علاوة على ذلك، فإن التعليقات بأنه يجب على النساء المسلمات أَنْ يَتْركنَ الجامعات ويذهبنَ إلى المساجد إذا كنّ يردن جلوسا منفصلاً، يفضح تعصّبَ النظام العلمانيِ ضدّ أهل الإيمانِ، والأكاذيب حول التعدّدية في بريطانيا، وعجز الليبراليين عن التصرف بعيدا عن العنصرية."

"قد يكون كاميرون فخوراً بفتوّته الليبرالية، لكنه وآخرين في نظر الكثير من الناس، بخاصة النساء المسلمات، ليسوا أكثر من فتوّات ملاعب يتباهون بإبراز عضلاتهم على حساب الآخرين."

"نرى أن أفضل طريقة أمام النساء المسلمات لمواجهة هذا النوع من المعاملة هو التمسّك بقيمهنّ الإسلامية، وبيان هذه القيم بكل ثقة للآخرين."

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

للمزيد من التفاصيل