حتى القبور ورفات أهلها لم تسلم من جرائم الروس الغزاة!!

تجاوز عدوان الروس الغزاة المستعمرين الأحياء ليطال الأموات وقبور الشهداء! فمع استمرار طائرات العدو الروسي المحتل في قصف المسلمين لتقتل وتجرح وتهجر الأطفال والنساء والشيوخ وتدمر مدنهم وبيوتهم في بلاد الشام، تقوم البطريركية الروسية التي تغتصب أرض وقف تميم الداري في الخليل بنبش قبور المجاهدين العثمانيين الذين دافعوا عن الأرض المباركة وتدنيسها ونقل رفات الشهداء العثمانيين وجنود أردنيين من قبورهم في اعتداء صارخ على قبور الشهداء والمجاهدين وفي تحدٍ واضح لمشاعر المسلمين وثقافة الأمة الإسلامية التي تعتبر الاعتداء على الأموات  كالاعتداء على الأحياء، وكل ذلك يتم في ظل تواطؤ من السلطة الفلسطينية التي تسعى دون كلل أو ملل لتمليكهم إرث الأمة التاريخي والحضاري!!!

ولم تكتف البطريركية التابعة مباشرة للنظام الروسي المعتدي المستعمر بنبش القبور وتدنيسها والاعتداء على الرفات وعظام الشهداء بل إنها تعمل بشكل مستمر منذ زمن تحت حماية السلطة على طمس معالم الوقف الإسلامي فتقوم بالحفريات في تلك المنطقة الإسلامية والتاريخية، دون أن تحسب حسابا لغضبة المسلمين أبناء العثمانيين وأبناء ابراهيم الخليل وكل المسلمين.

إن الروس المعتدين وكنيستهم الأرثوذوكسية التي أسقطها المسلمون خلال فتحهم للقسطنطينية تعرف حرص المسلمين على رفات جنودهم وشهدائهم وموتاهم، وتعلم الاحترام الذي يكنه المسلمون لرفات مواتهم، وقد خبروا ذلك جيدا وقاموا بحراسة قبر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري بأنفسهم خوفا من أن يناله أذى فيتحرك المسلمون للانتقام له.

فقد كان الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري مجاهداً في جيشٍ المسلمين المتجه لفتح القسطنطينية يقوده يزيد بن معاوية في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، فمرض أبو أيوب، فدخل عليه يزيدٌ يعوده فقال: "ما حاجتك؟"، قال: "حاجتي إذا أنا مت فاركب، ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغاً، فإذا لم تجد مساغاً فادفني ثم ارجع"، فتوفي أبو أيوب، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه تحت سور القسطنطينية من الخارج، وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره، حتى عفا أثرَ القبر، وقبره هنالك يستسقي به الروم إذا قحطوا وقيل إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: "لقد كان لكم الليلة شأن"، قالوا: "هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا وأقدمهم إسلاماً، وقد دفناه حيث رأيتم، ووالله لئن نبش لأضرب لكم بناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة فحينئذ حلف الروم ليزيد بنبيهم ليكرمن قبره وليحرسنه ما استطاعوا، وكان الروم يتعاهدون قبره، وبعد أن فتح المسلمون القسطنطينية عام 1453، على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، بنوا على قبر أبي أيوب الأنصاري مسجداً، وذلك في عام 1458ولا يزال قائما حتى الان تؤمه الناس من شتى بقاع الارض، وسمَّوا ذلك المسجد مسجد (سلطان أيوب) نسبة لأبي أيوب الأنصاري.

إن اعتداء الغزاة الروس الغاصبين لأرض وقف تميم الداري على قبور ورفات الشهداء المجاهدين كاعتدائهم عليهم وهم أحياء، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر » أخرجه مسلم، وعن عمرو بن حزم قال « رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر فقال لا تؤذ صاحب هذا القبر أو لا تؤذه » رواه الإمام أحمد. فاذا كان الجلوس على القبر حرام وفيه اثم فكيف بنبشه وتدنيسه!!! فهذه الأحاديث وغيرها تبين حرمة التعدي على الميت كما يحرم التعدي على الحي،  فيستفاد منها أن حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته، ويقول الإمام الطيبي: "إشارة إلى أنه لا يهان ميتا، كما لا يهان حيّا".

لو علم أعداء الله الروس أن لهذه القبور حاميا كحامي قبر أبي أيوب يصول ويجول لما فكروا مجرد التفكير بهذا الاعتداء، ولولا أنهم يعتمدون على حماية السلطة التي تتآمر على الوقف منذ أمد بعيد لما أقدموا على فعلتهم في هذا الاعتداء السافر على قبور الشهداء والمجاهدين، ولا شك في أن المسلمين في خليل الرحمن وخارجها من أهل فلسطين سيقفون الموقف الحازم ولن يتوانوا في الدفاع عن قبور أجدادهم ورفات شهدائهم، ردا يتناسب مع حجم الجريمة والمؤامرة التي تحاك ضد وقف تميم الداري والتي تشترك فيها السلطة الفلسطينية من خلال استملاكها  الظالم لأرض الوقف ولمنفعة هؤلاء الغزاة المعتدين، وقد تحرك أهل الخليل في اكثر من موقف يشهد لهم للدفاع عن أرض الوقف تاريخيا، وتحركهم للدفاع عن الوقف وعن رفات المجاهدين الابطال تحرك واجب تمليه عليهم عقيدتهم وثقافتهم الإسلامية، فالتاريخ يشهد  لأهل الخليل أنهم وقفوا في وجه الروس والانجليز واليهود لحماية الوقف وهم اليوم قادرون كذلك ولا يسكتون على انتهاك حرماتهم ومنها شهداؤهم .

وسيدفع الروس ثمن اعتدائهم على قبور شهدائنا ونبشها وتدنيسها، وهم يدركون تماما ان الامة الاسلامية أمة عظيمه وقد أخطأوا باستعداء أمة الإسلام وتحديهم لثقافتها باعتدائهم على المسلمين وعلى رفات شهدائهم، فعليهم أن ينتظروا الحساب، وإنه وان كانت الامة الاسلامية تمر بظروف استثنائية إلا انها تسارع الخطا وتقترب من استعادة سلطانها المسلوب بإقامة الخلافة الراشدة التي ستنسى الروس وساوس الشيطان وتقلع نفوذهم من بلادنا وتستعيد أرض المسلمين في الشيشان وأوكرانيا وبقية الارض التي استولت عليها روسيا وتثأر لشهداء المسلمين وتعيد روسيا الى ما وراء الفولغا هذا إن بقي لهم دولة أمام زحف جيوش المسلمين ، وان غدا لناظره لقريب.