تعليق صحفي

مديح الأنظمة المجرمة لن يجلب نصرا ولن يحرر أرضا

  في اللقاء الذي جمع مجموعة من الصحفيين برئيس حركة حماس في قطاع غزة، وما حمله ذلك اللقاء من رسائل خارجية وداخلية كان أبرز ما فيه هو تنظيف تلك الأنظمة العميلة من خلال مدحهم وشكرهم وهم الذين تقف جيوشهم متفرجة على جرائم كيان يهود يوميا بحق أهل فلسطين والمسجد الأقصى دون أن تحرك ساكنا، وكنا نتمنى ألا يحصل هذا المديح للأنظمة المجرمة من إخوتنا في حركة حماس في جميع الأوقات وبخاصة في الأيام العشر المباركة من شهر ذي الحجة وما فيها من خير وعمل صالح.

إن هذا اللقاء وتوقيته المتزامن مع زيارة عباس لتركيا لبحث التقريب بين طرفي السلطة، ليبعث برسائل عدة.

فمن جهة  يعلن قائد حركة حماس عن استمرار العلاقة مع شخص مشبوه كدحلان ويبررها بالقول "تيار دحلان جزء من الشعب الفلسطيني، ونحن بحاجة إلى كل قوة فلسطينية تمد يدها لشعبنا"، وكأن في ذلك رسالة لعباس ولمحاولته كسب شرعية بالتقارب مع حماس من خلال تركيا.

و من جهة أخرى فإن الحديث عن دور ايران في دعم الحركة يبيض وجه أنظمة الاجرام كالنظام الايراني والنظام السوري، بعدما ارتكبوا المجازر بحق أهل الشام، بل لم يسلم من أذاهم اللاجئون من أهل فلسطين في الشام، وكذلك تبييض الوجه القبيح لنظام مصر الذي يحاصر أهل غزة ويقدم الخدمات الجليلة لكيان يهود، وكيل المديح لرئيس جهاز المخابرات الذي يذيق الناس التعذيب والويلات، وتبرير استمرار إغلاق النظام المصري لمعبر رفح وإمداد غزة بالقليل من الوقود لتحسين التيار الكهربائي، مع أن كل المبررات التي ساقتها حركة حماس في الفترة السابقة للتقارب مع نظام مصر، لم تثمر عن نتيجة ترفع الضرر عن أهل قطاع غزة، أو حتى تفتح معبر رفح أمام المسافرين والعالقين الذين يتعرضون للإذلال في طريق ذهابهم أو عودتهم لقطاع غزة.

وإننا لا نرضى لإخوتنا أن تستخدم المقاومة كأداة للتفاوض من خلال قول السنوار "لو استخدمت قوة حماس والمقاومة ورقة في ظل المفاوضات مع الاحتلال سترفع من سقف المفاوض الفلسطيني"؟

فتلك المفاوضات محكومة بسقف القرارات الدولية التي تقر بضرورة وبقاء كيان يهود وحماية أمنه، ولتحقيق مشاريع الغرب كحل الدولتين أو الحلول الاقليمية؟ وبالتالي تذهب دماء الشهداء وتضحيات الأسرى والجرحى سداً.

إن هذه الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي ومنه العربي، سواء ما كان منها عميلا لأمريكا ويسعى لزيادة نفوذها في فلسطين كنظام مصر وإيران والنظام السوري، أم كان عميلا لبريطانيا كقطر وغيرها، لن تحرر شبرا من فلسطين ولو اجتمعت طالما أنهم مجتمعون على خيانة الله ورسوله والمؤمنين.

فبيت المقدس مهلكة الظالمين، فلا يعمر فيه ظالم، فلن ينال شرف تحريره ظالم يقتل أمته ويحقق مصالح الغرب بحجج دعم الحركات المقاومة، أو حتى بالحجج الانسانية.

ونقول لإخوتنا في الحركة ناصحين إن الركون ومديح تلك الأنظمة وأجهزة مخابراتها التي أذاقت الأمة الويلات، لن يجلب نصرا أو تحريرا لفلسطين، بل هو إعطاء لشرعية زائفة لتلك الأنظمة وإعفاء لها من مسئوليتها بتحريك جيوشها صوب كيان يهود لإزالته، وفي هذا إثم عند الله.

(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )