تعليق صحفي: الأرض المباركة فلسطين يجوسها السياسيون الأعداء

والسلطة عاجزة فاجرة مستجدية الحلول والاعتراف منهم

رام الله -معا - قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة، "إن اجتماع الرئيس عباس بالوفد الأمريكي كان بناء ومعمقاً وإيجابياً، تناول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل جدي، حيث تم الاتفاق على استمرار الحوار الهادف إلى التوصل إلى صفقة سلام شاملة وتاريخية". فيما قالت القنصلية الأمريكية بالقدس، يوم الجمعة، إن الاجتماع "كان مثمرا وركز على كيفية بدء محادثات جوهرية للسلام (الإسرائيلي) الفلسطيني". وأن الجانبين ركزا على مواصلة المحادثات التي تديرها أمريكا باعتبارها أفضل طريق للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.

فيما كان استقبل وزير خارجية السلطة رياض المالكي يوم الثلاثاء الماضي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط والتنمية الدولية "اليستر بيرت"، ومما قاله المالكي "لقد أصبح بلفور مشهوراً بوعده لليهود بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين، وأنا أُطالب أن يكون وزير خارجية بريطانيا الحالي مشهوراً بإعطاء وعد للفلسطينيين يسمى وعد جونسون عبر اعترافه بدولة فلسطين".

 تشهد فلسطين حراكا دبلوماسيا في الآونة الأخيرة واجتماعات في الداخل والخارج من دول كبرى ودول إقليمية شملت الصين وأمريكا وبريطانيا ومصر والأردن والسعودية وقطر والعراق وتركيا... مع ملاحظة التنديد بزيارة الوفد الأمريكي من قبل الفصائل وبعض السياسيين، ولوحظ أن بريطانيا ورجالاتها كثفت من لقاءاتها مع السياسيين في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومما رشح في وسائل الإعلام شملت لقاءات بريطانيا غير المالكي صيدم وزير التربية والتعليم في السلطة مع أليستر بيرت ولقاء آخر مع رئيس المجلس الثقافي البريطاني برندن ميكشاري، واستقبل الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني الخميس بمكتبه بمدينة رام الله القنصل السياسي للقنصلية البريطانية لدى دولة فلسطين جاك فتزجيرالد...

 ولا شك أن المدقق في التصريحات قبل اللقاءات وبعدها والأجواء المحيطة بها يجد:

 أن السلطة الفلسطينية كالكرة يتلاعب بها الكبار والصغار وتستجدي الدول الفاعلة والدول التابعة من أجل الحفاظ على السلطة وماء وجهها الذي ضاع في أروقة المفاوضات والاستمرار في التنازلات دون أن تحصل على بارقة أمل في تحقيق الدولة الهزيلة التي تنشدها على الأراضي التي احتلت عام 67 بينما ثبتت بتنازلاتها شرعية كيان يهود في المحتل من فلسطين عام 48 في كافة اللقاءات والمحافل الدولية.

·     إن التحرك الأمريكي ليس تحركا جادا وإنما فقط للحفاظ على نفوذ أمريكا ومصالحها الاستعمارية، ولإبقاء كافة خيوط الحل بيدها دون غيرها، وهذا ما أكدته القنصلية الأمريكية عن نتائج اللقاء بقولها "وأن الجانبين ركزا على مواصلة المحادثات التي تديرها الولايات المتحدة باعتبارها أفضل طريق للتوصل إلى اتفاق سلام شامل". خصوصا أن إدارة ترامب تواجه مشاكل دولية وإقليمية وداخلية تشغلها عن قضية فلسطين.

وأما بريطانيا فهي تسعى لملء الفراغ الذي تركته أمريكا وتحاول ترتيب أوراقها مع معظم رجالات السلطة والفصائل في الضفة وغزة، وبالرغم من أن بريطانيا هي السبب في وجود الاحتلال من خلال وعد بلفور المشئوم ومن خلال تسليح يهود وتسهيل هجرتهم عندما احتلت بريطانيا فلسطين، إلا أن رجالات السلطة يطلبون منها وعد جونسون من خلال الاعتراف بدولتهم الهزيلة ولو على الورق! ويسمحون لها بالتدخل في التعليم وكافة المجالات، كما بينت وكالة معا وقد أكد الطرفان على الشراكة الاستراتيجية بين حكومتيهما والصداقة القوية بين شعبيهما، كما أكدا على الالتزام بالعمل معاً وسوياً لتعزيز العلاقات الثنائية بغية التوصل إلى سلام دائم وشامل فى المنطقة، وأشار وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط والتنمية الدولية "إننا نرحب بفرص تعزيز العلاقات البريطانية-الفلسطينية حيث نلتزم في إنشاء لجنة وزارية مشتركة تهدف إلى دعم وتوجيه هذه المساعي والجهود في السنوات القادمة. كما سنسعى إلى التعاون في الشؤون السياسية والدبلوماسية، والحكم الديمقراطي، وسيادة القانون وتعزيز حقوق الإنسان، ونتطلع إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتجارة والاستثمار والأمن والتنمية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وهكذا فإن السلطة بعجزها وفجورها واستخذائها تسمح لكل معتد أثيم أن يعبث بقضية فلسطين المقدسة، وفي الوقت نفسه تستقوي على أهل فلسطين وتنكل بهم وترهق كاهلهم بالضرائب وتسجن الإعلاميين والمقاومين والدعاة إلى الله وكل من يرفض الخنوع والاستخذاء الذي تمارسه أمام الاحتلال والدول الطامعة الاستعمارية، ولكن فلسطين على موعد مع التحرير بإذن الله من خلال الجيوش التقية النقية التي بايعت إمام دار الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإن هذا لكائن بإذن الله وأنف أمريكا وبريطانيا ويهود ومن والاهم راغم.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾