تعليق صحفي

حق تقرير المصير مفهوم مضلل وثمن يهودية الكيان الصيهوني

قال مستشار الامن القومي الامريكي "هريبرت مكماستر" في ايجاز صحفي قدّمه أمس، للمراسلين المعتمدين في البيت الابيض، إن الرئيس الامريكي "دونالد ترامب "سيعلن خلال اجتماعه المتوقع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تطلعه الى "احترام حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم". وأنه سيعلن خلال لقائه مع نتنياهو، تأييد امريكا غير القابل للنقاش او التشكيك للدولة اليهودية (وكالة معا– 13/5/2017).

إن تقرير مصير فلسطين هو حق بل واجب للأمة الإسلامية وعليها، وهو مصير يُستلهم من وحي الشريعة لا من المبادرات والوثائق السياسية الباطلة، وهو مصير حدّدته آيات الكتاب في قول الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا)، فهي أرض مباركة لا يمكن أن يقبل مخلص بكيان فوقها لا يكون جزءا من سلطان المسلمين. ومن ثم فإن تقرير المصير على هذا الأساس العقدي هو أصل وثابت راسخ في وعي الأمة، وليس منة أمريكية، ولا ثمنا لتنازلات جديدة.

ورغم ذلك، فإن قادة منظمة التحرير (بل التفاوض والتفريط) ظلوا مستعدين منذ نشأة منظمتهم لتقديم كل التنازلات –مقدما- من أجل أية إيماءة أمريكية بتحريك ملف المفاوضات الذي ثبت فشله –مع بطلانه- عبر السنين العجاف.وهم يتسابقون مع منافسيهم الفصائليين للتماهي مع التوجهات الأمريكية، في اللهث نحو حل الدولتين. بينما يتعامي الجميع عن حقيقة انشغال أمريكا عن اتخاذ خطوات جادة، لانخراطها في ملفات إقليمية ودولية تمثل تحديات كبرى لها، منها ثورة الشام التي لم تستطع إطفاء جذوتها رغم المؤامرت، ومنها ملف شرق آسيا في الصين وكوريا الشمالية.

وبدل الاتعاظ بما حصل في هذا المشهد المخزي، فإن فصائل جديدة تنضم إلى سكة المنظمة وحراكها العبثي والباطل، بل تتنافس على مسار العار ذاك.

 

13/5/2017