تعليق صحفي

أردوغان على الحقيقة؛ مروجٌ للعلمانية ولا يراوده "حلم" الخلافة!

علق الرئيس التركي رجب طيب أدروغان، على ما تردد بأنه يحلم بأن تتحول تركيا إلى نظام الخلافة، قائلا: إن "العالم يعيش في دوامة من التحول والتغير السريع، ونحن خلال هذا التحول والتغير، نتحدث اليوم عن نظام الحكم الذي نحلم به ونريده".

وأضاف الرئيس التركي- خلال حوار تليفزيوني مع فضائية العربية الإخبارية- أن تركيا مقدمة على انتخابات وهذه الانتخابات ستكون حول التصويت على نظام الرئاسة، موضحا أن بلاده لا تريد أن تصبح خلافة إطلاقا ولكن كل ما تسعى إليه هو تمكين الناس من العيش في كل حرية ويعبرون عن رأيهم بكل حرية وأن يستفيد أفراد الشعب من إمكانيات الدولة.

وتابع بأن تركيا تسعى لأن يتم الارتقاء بمستوى الدولة في التعليم والصحة والعدالة، وأن تجعل أفراد شعبها يعيشون في حرية، ولا أحد يحاسب ويسأل عن اختياره، وهذه هي العلمانية.

حديث أردوغان يسفر عن حقيقته بعدما خُدع به من خُدع وباتوا يلقبونه بحفيد العثمانيين، ليظهر بوضوح بُعده عن العثمانيين وخلافتهم بُعدَ المشرق عن المغرب وبُعده عن تطلعات المسلمين وغاياتهم، بل ليسفر عن ترويجه وتسويقه للعلمانية وتقديمها بثوب العدالة والحرية والعيش الرغيد ليحبب الناس بها وهي كفر بواح ولم تخلف للعالم سوى الدمار والاستعمار والاستعباد والفقر.

إن نفي أردوغان تطلعه "لحلم" الخلافة -وهي لم تكن يوماً حلماً بل هي وعد وفرض- هو كلام صحيح، فأردوغان قد ارتمى في أحضان أمريكا منذ زمن وربط مصيره ومصير تركيا بالنفوذ الأمريكي وما سعيه وراء النظام الرئاسي إلا لترسيخ نفوذ أمريكا وقطع الطريق أمام أتباع أوروبا من الوصول إلى حكم تركيا يوماً، وهو كذلك لا يرى في كيان يهود المحتل عدواً بل يطبع معه العلاقات ويبرم الاتفاقيات ويجري معه المناورات وإذا ما اختلف معه كان خلافاً لا يفسد للود قضية! ومن كان هذا حاله كان من الطبيعي ألاّ يتطلع للخلافة وأن يتعلق بحبال العلمانية الرأسمالية الاستعمارية المنبتة.

إن الخلافة يا أردوغان هي شكل نظام الحكم في الإسلام وعنوان مشروعهم الحضاري، وهي باتت مهوى أفئدة المسلمين وإليها ترنو أبصارهم، وإن ما يشهده العالم اليوم من حرب شرسة على الإسلام وأهله وحملة دعوته إنما هو للحيلولة دون عودة الخلافة على منهاج النبوة، التي لن تبقي للمستعمرين وأدواتهم عيناً ولا أثراً، بل ستكنسهم من بلاد المسلمين كنساً وتلاحقهم إلى عقر دارهم إن بقي لهم عقر دار.

تلكم الخلافة بشرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وفرض ربنا التي بها نحكم بالدين ونعيد العزة للمسلمين، وهي هدف كل مسلم غيور ولها يسعى كل عامل لنهضة أمته، فليحلم أردوغان بعلمانيته كما يشاء فنحن لدينا بشرى النبي ووعد السماء.

"...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"

17-2-2017