تعليق صحفي

إلى الإخوة في حماس:

منظمة التحرير منذ انطلاقها مشروع عمالة أمريكي كما الدولة في حدود 67

غزة-الرسالة نت: قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن مشاركة حركته في اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني؛ بهدف تشكيل مجلس جديد، وإصلاح منظمة التحرير.... وأوضح الحية أن حركته لا تمانع إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على حدود 67 مرحليا، ومشددا في الوقت نفسه على المقاومة حق مشروع لكل فلسطين.

تعقيبا على هذا الخبر الصاعق نجدد تذكير إخوتنا في حركة حماس بما سبق أن كان مفهوما راسخا لدى قادة حماس، ومما عبر عنه الشهيد الرنتيسي رحمه الله في مقاله: "هل السلطة في ظل الاحتلال إنجاز وطني أم إنجاز للاحتلال؟"، والذي قال فيه إن "حكومة تقوم في ظل الاحتلال، وبإذن منه، لابد أن تستوفي الشروط التي يضعها جنرالات الاحتلال، وهذه الشروط لن تكون إلا لصالح هذا الاحتلال، ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فنتصور أن الاحتلال يمكن أن يقدم مصلحة عدوه على مصلحته، ولا يمكننا أن نتصور أيضا أن مصالح الاحتلال تتقاطع مع مصلحة الشعوب المقهورة المستضعفة التي تقع في قبضته"، وأضاف : "ولكن المحتلين لا يتفاوضون إلا مع من يبرأ من المقاومة وينبذها"، معيبا على المنظمة نهجها، في قوله: "لقد قبل المفاوضون باسم منظمة التحرير الفلسطينية إقامة سلطة في ظل استمرار الاحتلال، فهل كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تدرك عندها أن هذه السلطة لن تكون إلا إنجازا احتلاليا، ولن تكون إنجازا وطنيا فلسطينيا؟!!"

واستشهد في مقاله بالبيان الأول للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي جاء فيه: "تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار وأداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطين – بإقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان 5 حزيران (يونيو) – كيان يقوم على إعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل الأمر الذي يتناقض كليا مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين. إن مثل هذا الكيان المزيف هو في حقيقة حاله مستعمرة إسرائيلية، يصفي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحة إسرائيل. وهو في نفس الوقت مرحلة مؤقتة تتمكن فيها الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من السكان العرب تمهيدا لدمجها دمجا كاملا في الكيان الإسرائيلي".

أبعد هذا الكلام لقادة حماس –ممن رحلوا على درب الشهادة نحسبهم كذلك ولا نزكي على أحدا- يأتي اليوم الذي يتجرؤ فيه قيادي في حماس على الدعس على هذه الثوابت، وعلى الانقلاب الفكري والسياسي على هذه المفاهيم؟ والحديث عن إصلاح وكر التآمر على قضية فلسطين المسمى –تضليلا- منظمة التحرير؟ ويتجرؤ قيادي إسلامي على الحديث "مرحلة مؤقتة"، مما حذر منه الرنتيسي رحمه الله.

من المعلوم قطعا أن قادة المنظمة –المتخاذلين والمتآمرين- تخلوا عن الهدف المعلن بالتحرير، وعن الشعار المرفوع بأن الأرض للسواعد الثورية التي تحررها، وعن الميثاق المعهود برفض الاعتراف بالكيان اليهودي، وتخلّوا مع ذلك عن الطريق الذي حددته المنظمة وهو الكفاح المسلّح: فماذا بقي من المنظمة بعد بطلان الهدف، وتهاوي الشعار وبطلان الميثاق واستبدال الطريق، غير هيكل هزيل وضيع، لا يمكن بث الروح فيه من جديد. وكل محاولة لذلك -تحت شعار الإصلاح أو حق التمثيل أو غيره- هي تمرير للمشروع الأمريكي القاضي بإنشاء دويلة هزيلة تحت الإنعاش كجيوب وكنتونات تتخللها امتدادات الاحتلال فيها، وتحرثها دوريات الاحتلال كلّما شاءت. وهي إعادة الحياة في المنظمة ذات العراقة في العمالة الأمريكية.

ولقد قلنا من قبل أنه إذا تقررت إعادة الهيكلية للمنظمة فمن الواجب أن تعاد التسمية أيضا، حيث أن الدور الأساس (أو الوحيد) الذي باتت تمارسه المنظمة هو التفاوض، إذن من الجدير أن تسمى منظمة التفاوض. ومن المعلوم أن الذي يتكتّل ويتأطّر لأجل المقاومة والكفاح المسلّح لا يحتاج إلى المنظمة ولا التمثيل من أية جهة، لأن التمثيل لا يحتاجه إلا المفاوض، لذلك فإن فتاشة إصلاح المنظمة لا تخرج عن كونها حجلان نحو الرقص على طريقها في التفاوض، مما لا يستقيم أن تسير فيه حركة إسلامية.

10/1/2017