تعليق صحفي

أمريكا كمن قتل القتيل ومشى في جنازته!

 صوت مجلس النواب الأميركي بالأغلبية المطلقة على إجراء يستهدف بالعقوبات كل من يساعد النظام السوري، بمن في ذلك روسيا وإيران. ويهدف الإجراء، حسب بيان الكونغرس إلى وقف المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري.

قرار الكونغرس هذا وقبله قرارات شبيهة لا تعدو كونها كلاماً معسولاً وقرارات زائفة وتبادل أدوار مفضوح في مسرحية هزلية! فهل كانت مذبحة أهل الشام إلا بقرار أمريكي؟! وهل كان بقاء النظام الوحشي وارتكابه المجازر إلا بالمهل الأمريكية ثم باستنفار أمريكا لأتباعها في إيران والعراق للحيلولة دون سقوطه ومن ثم بالاستعانة بالوكيل الروسي الباحث عن دور دولي موهوم ليقترف الفظائع نيابة عنها ويدعم النظام الآيل للسقوط؟!

ثم أليست أمريكا ترى النظام شريكا بل عنصرا هاماً في نجاح العملية السياسية كما صرح وزير خارجيتها من قبل؛ حيث دعا كيري المعارضة لانتخابات تشمل السفاح الأسد؟! وبالتالي أليس قرار كونغرسها هذا مجرد ضحك على الذقون؟!

"أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا" قالها الثوار مرة، غير أن منهم من غفل عنها وغفل أن لأمريكا أدوات من أنظمة وأتباع وأشياع، فارتمى بعضهم في حضن تركيا أو السعودية ونسي أن تلك الأنظمة تبع لأمريكا ولا تريد خيراً للشام وأهلها وثوارها.

مرة أخرى، وأمام هذا الكيد والإجرام الأمريكي، لا سبيل لنجاح ثورة الشام إلا بالاعتصام بحبل الله وحده والتمسك بثوابت ثورة الأمة في الشام بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، والتحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها، إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وبغير ذلك ستضيع التضحيات وستجهض الثورة وسينقض الغزل من بعد قوة أنكاثاً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)

١٦-١١-٢٠١٦