تعليق صحفي

الرأسمالية وحش خطير لا تنتج خيرا ولا تؤتمن على حياة البشر أو صحتهم أو أخلاقهم!


أظهر كشف جديد دفع شركات السكّر الأميركية أموالا لعلماء للتقليل من شأن العلاقة بين منتجاتها الأبيض وأمراض القلب.

يأتي هذا الكشف ليسلط الضوء على علاقة المال بالطب وتدخل أصحاب الأموال والشركات الرأسمالية في نتائج الأبحاث العلمية لتصب في خدمة مصانعهم وتزيد من مبيعاتهم وأسواقهم وملايينهم، دون أية نظرة إلى ما يمكن أن تؤدي تلك الفبركات العلمية إلى ضرر على صحة البشر وعلى حياتهم وعذاباتهم وآلامهم وأسرهم من حولهم.

 

إن الرأسمالية لا تقيم للبشر وزنا ولا تعبأ بعذاباتهم وما قد يواجهونه في سبيل زيادة ثرواتهم، فإلى جانب تحريك جيوش جرارة لسحق شعوب بأكملها من أجل الحصول على الثروات والموارد الطبيعية لإشباع نهم مصانعهم وجشعهم، لا تدخر الرأسمالية المتوحشة أي شيء في سبيل تحقيق مصالحها ليطال تدخلها صحة الإنسان، فتزور الأبحاث العلمية لتخرج بتوصيات تدفع البشر لاستهلاك السكر أو غيره من المنتجات ليزداد حفنة متخمة من الرأسماليين ثراء على حساب صحة البشر وآلامهم وعذاباتهم .

 

لم تترك الرأسمالية باب شر إلا وطرقته في سبيل مصالح القلة المتنفذة في العالم، فاستباحت الدماء وزورت الأبحاث العلمية في الطب وغيره من مجالات العلوم، وجعلت من الاباحية والدعارة والمخدرات صناعة رائجة يفوق دخلها ميزانيات دول، فأضاعت الاخلاق وانحدرت بالبشرية نحو هاوية سحيقة من الجهل والفقر والعنف والمرض؛

 

هاوية لن تخرج منها البشرية إلا بعودة الإسلام ...دين الرحمة الذي ينظر إلى الإنسان بوصفه إنسانا يعالج مشاكله ويضع له الحلول بغض النظر عن جنسه أو دينه أو لونه ، ويرعى شؤونه بغض النظر عن القيمة المادية التي ستنتج عن ذلك ، فالصحة والتعليم مسؤولية الدولة في الاسلام  التي يجب أن ترعى صحة الناس وتعمل على تطبيبهم والبحث عن الدواء اللازم لهم بغض النظر عن التكلفة وأن تعطي لهم النصائح والإرشادات التي تضمن صحتهم وعافيتهم دون أن يكون لأصحاب المال أو الشركات أو مصالح المصانع أي تدخل في ذلك.

فأين كانت المصلحة المادية عندما أمر سيدنا عمر بن الخطاب بالإنفاق على مرضى النصارى، ففي أثناء رحلة الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الجابية - من أرض دمشق - مرَّ بقومٍ مجذومين من النصارى، فأمر أنْ يُعطوا من الصدقات، وأنْ يجرى عليهم القُوت ، هكذا كانت نظرة دولة الخلافة الى البشر نظرة رعاية وعطف ، أما الدول الرأسمالية فأنها لا تقدم للبشرية إلا الحروب والقتل والتدمير وأبحاث علمية وإرشادات ونصائح زائفة مفصلة على مقاس شركاتهم وأسواقهم !!.

والإسلام حرم الكذب والرشوة ، فالعلماء المسلمون انتجوا علما ما زالت البشرية تنتفع به الى الآن،  وكانوا ناصحين أمناء في علمهم الذي قدموه للبشرية في ظل دولة الإسلام التي كانت منارة للعلم والعلماء.

إن الرأسمالية غير مؤتمنة على البشرية البتة فهي:

*غير مؤتمنة في السياسة والحكم فهي تشعل الحروب الدولية و الأهلية، وتقتل البشر وتسحق الشعوب من أجل الحصول على النفط والاستحواذ على الثروات والسيطرة على الشعوب وفتح مصانع اسلحتها لتصنع وتبيع ..كل ذلك على حساب دماء البشر.

* غير مؤتمنة في التشريعات والقوانين  التي تضعها لتضمن مصالح المتنفذين وأصحاب رؤوس الاموال، فأمريكا رأس الرأسمالية لا يستطيع الحزب الحاكم فيها أن يسن قانونا يمنع تداول الاسلحة بين المواطنين أو يقلل من انتشارها بين المجرمين لان مصانع الاسلحة لا تريد ذلك فهي تريد زيادة مبيعاتها فقط وان كان ذلك على حساب أمن الناس وحياتهم .

* غير مؤتمنة في العلوم والابحاث العلمية في كافة المجلات، فالأبحاث العلمية تخدم المصانع والشركات الرأسمالية الكبرى التي تريد الترويج لمنتجاتها وزيادة اربحاها دون اكتراث بحياة البشر أو صحتهم .

 

*غير مؤتمنة على فكر البشرية وأخلاقها..فهي التي شرعت زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة ، وتروج للعنف والجنس والمخدرات والإباحية ، وتضع المناهج التعليمة بما يخدم سيطرتها على عقول الناشئة وجعلهم مقتنعين بثقافتهم الاستهلاكية التي تستعبد البشر وتجعل منهم مسوخا يركضون خلف شهواتهم المادية ما داموا احياء .

 

آن للبشرية أن تتخلص من تسلط الرأسمالية ووحشيتها لتعيش في ظل رحمة وعدالة وصدق الاسلام الذي يضمن لها الطمأنينة والسلم والرحمة والعدل، وآن للمسلمين أن يتقدموا الصفوف ليقيموا شرع الله في الارض بإقامة الخلافة الكفيلة بالإطاحة بالرأسمالية عن عرش البشرية ليبلغ المسلمون رسالتهم للعالم حتى تشرق الارض بنور الاسلام من جديد في ظل الشريعة الاسلامية التي تضمن السعادة والرفاهية والصدق والرحمة للبشر ، وتعيد القيم الانسانية والروحية والأخلاقية للبشرية التي تسلطت عليها القيمة المادية في ظل الرأسمالية المتوحشة ، فلا تشعل حروب من اجل النفط أو الثروات ولا يقتل البشر من اجل بيع صنع السلاح وبيعه للفقراء ولا تكون نتائج البحوث العلمية سلعة تباع لتصب في مصلحة الشركات الرأسمالية ، ولا تنتج الافلام الاباحية وأفلام العنف على مستوى عالمي عابر للقارات ولا تدار صناعة الدعارة عالميا لتصب اموالا قذرة في ايدي حفنة مجرمة تسكن قصور شيدت على اشلاء البشرية وعذاباتها ....كل ذلك لن يكون الا اذا اقيمت الخلافة وخلصت البشرية من الرأسمالية المتوحشة ، فإلى اقامة الخلافة يجب أن تتوجه كل جهود الأمة.

19-9-2016