تعليق صحفي

البنك الدولي يدعم استمرار السيسي في إجرامه

تسلمت مصر اليوم الجمعة مليار دولار أمريكي كدفعة أولى من إجمالي قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار يقدمها البنك الدولي للقاهرة على مدار ثلاث سنوات لدعم برنامج الحكومة الاقتصادي، حسبما أعلنت سحر نصر وزيرة التعاون الدولي. يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه تقارير صحفية مصرية بأن مسؤولين مصريين يبحثون مع نظرائهم في السعودية إمكانية تقديم الرياض لوديعة بقيمة تتراوح بين 2 و 3 مليارات دولار كجزء من التدبير التمويلي لمبلغ 6 مليار دولار لضمان الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.

هكذا يتآمر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومعهم النظام السعودي ومن ورائهم أميركا في إمداد نظام السيسي بأموال تزيد من عبء الديون على كاهل المصريين، وخطة تقشف تشمل خفض الدعم عن السلع وتخفيض قيمة العملة وضرائب جديدة تزيد من معاناة الفقراء.

أحد التساؤلات المهمة لمن يريد أن يفهم الهدف من هذه القروض: هل يأمل هؤلاء المُقرضون استعادة أموالهم في يوم من الأيام؟ وهل فحصوا الجدارة المالية للنظام المصري حتى يوافقوا على إقراضه كما تقتضي الإجراءات المعتادة؟ إنّ الفساد المالي في مصر أشهرُ من نارٍ على عَلَم. إذا كان تقرير رسمي حكومي يقول أن تكلفة الفساد في مصر خلال العام 2015 وصلت إلى 600 مليار جنيه (77 مليار دولار) مع إقراره بصعوبة حصر تكلفة الفساد داخل المؤسسات المصرية... فإلى ماذا استند البنك الدولي وصندوق النقد في إقرار هذه القروض الجديدة؟ هذا يدلُّ على أنهم لا يأملون استعادة أموالهم، أو على الأقل في المدى المنظور، ولا يتوقعون أن يستعمل السيسي وأزلامه تلك الأموال في صالح الاقتصاد المصري... إنهم يدعمون السيسي في إجرامه، ويُحكمون القبضة الاستعمارية على شعب مصر حتى يبقى رهين لقمة العيش ولا يفكّر مجدداً في الثورة على النظام العميل.

إذا كان المجتمع الدولي يدعم السيسي صراحةً وعلانيةً في وحشيته وقمعه الدموي للشعب، ألم يحن الوقت كي نتوقّف عن مناشدة المجتمع الدولي بالتحرك لإغاثة شعوب المسلمين؟! آن لأبناء مصر الكنانة أن يدركوا حقيقة المعركة: إنها قوى الغرب الكافر المستعمر تتكالب على شعوب المسلمين لتمنع نهضتها وتحرّرها الحقيقي. فعليكم أن تتعاملوا مع الكفار وأذنابهم الحكام بما يستحقون من الاحتقار، وسيروا في مشروع التحرر الكامل، مشروع دولة الخلافة القادمة بإذن الله متوكلين على الواحد القهار.