تعليق صحفي

في ضوء الاستفتاء البريطاني: نظام الحكم بين الوحدة المبدئية والاتحاد المصلحي


صوّت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة إثنين وخمسين في المئة في مقابل ثمانية وأربعين في المئة لصالح البقاء، في استفتاء تاريخي.

من المعلوم أن موقف بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ظل جدليا، فقد نظرت للاتحاد الأوروبي من زاوية مصالحها الخاصة، ومع أن وجودها فيه كلّفها بعض الأضرار مثل نقصان السيادة السياسية، إلا أنها دخلت فيه كي تضعف الوحدة الأوروبية، وعملت من داخل الاتحاد الأوروبي لتحقيق ذلك الهدف. لذلك فهي لا تنظر للاتحاد وبقائه من منظور مبدئي، ولا كمصلحة استراتيجية لها. وهي اليوم تمارس سياسة الابتزاز للاتحاد الأوروبي.

وقد كان أمير حزب التحرير العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة قد توقع أن تكون نتيجة الاستفتاء غير حاسمة، "ليكون هناك مجال للأخذ والرد لمزيد من ابتزاز الاتحاد الأوروبي في تقديم تنازلات"، وذلك في جواب سؤاله بعنوان "علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي" بتاريخ 2/5/2016. ولعل ذلك ما دفعها للإعلان عن أن "أكثر من مليونين يوقعون عريضة لاستفتاء جديد على عضوية الاتحاد الأوروبي".

إن المبدأ الرأسمالي قد جعل مسألة الاتحاد عند بريطانيا مسألة نفعية، ومسارا للابتزاز، ومن الجدير بالمسلمين أن يعوا للفرق بين نظامهم الرباني والأنظمة العلمانية، وأن يعوا لقيمة أن يكون نظام الحكم وحدويا قائما على العقيدة، كما ورد في مشروع الدستور دولة الخلافة: "المادة 16 - نظام الحكم هو نظام وحدة وليس نظاماً اتحادياً." وهو حكم شرعي لا يخضع للاستفتاء.

26/6/2016