تعليق صحفي

الوطنية المنحطة والعمالة لأميركا تمنعان تركيا من التدخل لإنقاذ حلب!!

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده قد تضطر إلى التدخل في سوريا بقوات برية إذا اقتضى الحفاظ على أمنها ذلك.

وأضاف أوغلو في حديث للجزيرة في حلقة (3/5/2016) من برنامج "لقاء اليوم"، "إذا احتاج أمن تركيا لإرسال قوات برية إلى سوريا سنتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية أمننا داخل تركيا وداخل سوريا من منطلق حقنا في الدفاع عن النفس وخاصة إذا استمرت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي التركية".

وعما إذا كانت تركيا ستفعل ذلك دون غطاء دولي، أوضح أوغلو أن هناك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، كما أن لدى تركيا شرعية دولية ووطنية من باب الدفاع عن النفس، غير أنه أشار إلى أن تركيا تفضل العمل ضمن التحالف الدولي لأن مشكلة تنظيم الدولة ليست مشكلة تركية فقط".

بينما يتألم كل مسلم صادق لفظاعة القتل والتدمير والتجويع والتشريد في سوريا... يتحدث رئيس الوزراء التركي عن سوريا وكأنه يتحدث عن بلاد الواق واق...!!! فالقوات التركية –التي تعد من أقوى جيوش المسلمين– لن تتدخل في سوريا إلا في حالة الدفاع عن النفس ضد هجمات تنظيم الدولة!!! أما المسلمون الذين يُذبحون ذبحاً على يد بشار ونظامه فهؤلاء لا يستحقون طلقة رصاص واحدة في الوجهة الصحيحة وهي ميليشيات بشار ومن يدعمه...

إن التخاذل التركي عن نصرة المسلمين في الشام (إضافة إلى تخاذل السعودية وقطر وغيرها من دول ما يسمى التحالف الإسلامي) ليؤكد يوماً بعد يوم أن ذبح المسلمين في الشام ما هو إلا سياسة مبرمجة من أميركا والغرب الكافر لقمع ثورة المسلمين في الشام وتركيع الثوار حتى يقبلوا ببقاء النظام العلماني في سوريا وبقاء عملاء أميركا في مؤسسات النظام السياسية والأمنية... وإلا فما هو تفسير أن القوات التي تدعم نظام بشار تأتي من كل حدب وصوب، بينما يمتنع جيش عرمرم كالجيش التركي من الدخول في الحرب بجندي واحد؟!

ويستمر داود أوغلو في التركيز على ما يسمى "الشرعية الدولية والوطنية" كشرط للتحرك العسكري... ولا يجعل للتحرك العسكري موضوعاً إلا خطر تنظيم الدولة... أما جرائم بشار ونظامه بحق أهل سوريا فهو يعلق عليها باعتبارها شأناً داخلياً سوريا لايملك تجاهه إلا النصيحة!!! فهو يقول في المقابلة نفسها:

وعن موقف تركيا مما يجري في سوريا والرئيس السوري بشار الأسد، أوضح المسؤول التركي أن سياسة بلاده تقوم على البحث عن حل سياسي للأزمة السورية، لكنه شدد على أن تركيا لن تقبل أبدا مشروعية نظام الأسد الذي يستمر في قتل وتشريد أبناء شعبه، على حد قوله.

وأضاف "أقول للأسد: اترك سوريا للشعب السوري، والعملية السياسية الجارية الحالية فرصة لك لترك موقعك لشخص ينتخبه الشعب السوري". كما نصح أوغلو الأسد بأن يجري عملية تقييم ذاتي لنفسه قبل أن تحل به "نهاية مأساوية".

فالكلام –مجرد الكلام– عن التدخل العسكري يقتصر على صد تنظيم الدولة في حالة هجومه على الأراضي التركية... ولا يتناول بحال من الأحوال إنقاذ حلب من القصف المستمر... فسبحان الله كيف تلجم أميركا عملاءها في وقتنا الحاضر عن مجرد الكلام في التدخل العسكري لإنقاذ إخوانهم المسلمين، لأن مثل ذلك الكلام لا يتفق مع الحدود الوطنية التي رسمها المستعمر، ولا يتفق مع مواثيق الأمم المتحدة التي تمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا يتفق مع مخططاتها التي ترسمها لسوريا وللمنطقة...

إن المسلمين مطالبون بنبذ الوطنية المنحطة، وخلع اليد من أميركا وعملائها في المنطقة، وأخذ زمام الجيوش الإسلامية منهم حتى تؤدي وظيفتها الحقيقية في محاربة أعداء الله ورفع الظلم عن المظلومين ونصرة الساعين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة... فهل من مستجيب؟