تعليق صحفي

وجود الاحتلال اليهودي أكبر جريمة

ومن يريد التحرير لا يحتاج لتوثيق جرائمه بالكاميرات

 

استقبل رئيس السلطة محمود عباس، ظهر يوم الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية ناصر جودة، وتحدث الوزير الضيف، عن جهود الأردن لحماية المقدسات الإسلامية والنصرانية في مدينة القدس المحتلة، خاصة في المسجد الأقصى المبارك، والتمسك بـ"الستاتيكو" التاريخي، وكذلك مسألة وضع كاميرات مراقبة حية لكشف اعتداءات تجاوزات كيان يهود في باحات الأقصى والحرم الشريف.

وفي اليوم نفسه أظهر فيديو نشر على المواقع العبرية قيام جندي يهودي بإطلاق النار على شاب من أهل فلسطين كان ملقى على الأرض، بعد تعرضه لإطلاق النار من جيش يهود بدعوى تنفيذ عملية طعن في تل الرميدة بمدينة الخليل، ويظهر الجندي وهو يتقدم نحو الشاب "الذي قد يكون استشهد" وفقا للمواقع العبرية ويطلق عليه رصاصة في الرأس لتأكيد الإعدام، في حالة متكررة من جنود وشرطة الاحتلال في التعامل مع أطفال فلسطين تحت ذرائع تنفيذ عمليات.

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

أولا: إن مجرد احتلال اليهود لأرض فلسطين المباركة وتهجير أهلها وارتكاب المجازر المتكررة بحق أهل فلسطين هو جريمة نكراء تستوجب تحريك جيش الأردن الأبي المقدام وغيره من جيوش المسلمين للقضاء على كيان هذا الاحتلال واجتثاثه من جذوره وإعادة فلسطين وأهلها والمسجد الأقصى لحضن الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الأهل في الأردن الطيب بعشائره وأرضه التي تضم مقابر الصحابة المجاهدين في الكرك وغيرها من المدن.

ثانيا: إن من يريد التحرير لا يحتاج للكاميرات لتوثيق جرائم الاحتلال اليهودي الثابتة بالحس بالإضافة للكاميرات، وما جريمة إعدام الشهيد الشريف التي تظهر بالفيديو وحدثت في اليوم نفسه الذي حطت فيه طائرة الوزير الأردني في رام الله بإذن من الاحتلال، إلا مثال من آلاف الأمثلة الثابتة التي تظهر بشاعة جرائم الاحتلال المتكررة منذ احتلال فلسطين وحتى يومنا هذا، فماذا فعل الحكام العرب ومنهم حكام الأردن لإيقاف جرائم الاحتلال، وأمثل الحكام طريقة من يشجب بعض الجرائم بالكلام ولا يحرك ساكنا لنصرة فلسطين وأهلها.

ثالثا: إن المسجد الأقصى الأسير بحاجة إلى تحريره من دنس الاحتلال وليس تركيب عدادات "كاميرات" تقوم بتعداد جرائم الاحتلال بحقه وبحق زائريه، هذا على فرض حسن النية، أم أن الكاميرات ستتخذ مصدرا من مصادر التجسس على أهل القدس الذين يقاومون الاحتلال بصدورهم العارية فيعاقبون من قبل الاحتلال ومن قبل حكام الأردن الذين أذلوا أهل الأردن باستقبالهم ليهود وتقاعسهم عن تحرير أراضي الأردن المحتلة فضلا عن أرض فلسطين؟!

إن شهداء فلسطين يبرقون رسالة مخطوطة بالدماء الزكية إلى جيوش الأمة في الأردن وغيرها من بلاد المسلمين مفادها إن فلسطين بحاجة إلى الرجال الرجال الذين يضحون بالدماء من أجل تحرير فلسطين وأهلها من براثن الاحتلال المجرم وعليكم فك قيد الحكام عنكم أو خلعهم وتنصيب خليفة للمسلمين كي يقودكم لمعارك الجهاد والاستشهاد فتحرر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة، وفي ذلك عز الدنيا والآخرة، فهل من مجيب؟

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾