تعليق صحفي

الغرب بقيادته للعالم يأخذ بالإنسان إلى مهاوي الردى والرذيلة  

  فشل شاكيان في محاولتهما دفع المحكمة الدستورية في ألمانيا لرفع الحظر المفروض على ممارسة الجنس مع الحيوانات.  

وقال الشاكيان، وهما رجل وامرأة لم يتم الكشف عن هويتهما، إنهما ينجذبان جنسيا إلى الحيوانات. وسعى الشاكيان إلى الفوز بموافقة المحكمة في كارلسروه على اعتبار القوانين التي تحظر ممارسة الجنس مع الحيوانات غير دستورية و"تنتهك حقهما في تقرير مصيرهما الجنسي."  

ولكن المحكمة رفضت الدعوى، وقضت بأن الحظر المفروض له ما يبرره. وقالت المحكمة إن حماية مصالح الحيوانات بالحيلولة دون وقوعها ضحية لاعتداءات جنسية هدف مشروع للقانون – الذي ظل ساريا بعد قرارها.   وتفرض قوانين حماية الحيوان في ألمانيا غرامات تصل إلى 25 ألف يورو (27.700 دولار، 19.000 جنيه إسترليني) على القيام بإجبار الحيوانات على المشاركة فيما يوصف بالسلوك غير الطبيعي. بي بي سي العربية

 لا يسع المرء السوي وهو يشاهد ما وصل إليه الغرب من انحطاط قيمي وأخلاقي إلا أن يُصاب بالذهول والحيرة من أمر هؤلاء القوم.  

فبعد أن "شرعنوا" المثلية الجنسية في كثير من الدول الغربية، رغم ما فيها من انحطاط بمستوى الإنسان إلى ما دون مستوى الحيوان، ودون مراعاة لما يجب أن يكون عليه المجتمع من رقي وسمو يليق بالمكانة التي يستحقها الإنسان الذي كرمه الله وفضله على بقية الخلق. والآن يبحثون ما هو أحط وأحط، العلاقة الجنسية مع الحيوانات!!  

والأمر عادة ما يبدأ في الغرب بهكذا محاولات فردية تلقى رفضا أو استهجانا في البداية، ومن ثم يبدأ هذا الاستهجان بالتبدد شيئا فشيئا، وصولا إلى القبول الذي يأخذ بالتزايد يوما بعد يوم، حتى يصل إلى أروقة المحاكم والمجالس التشريعية ليحظى بموافقة وتشريع يصبح على إثرهما ذلك السلوك الذي كان همجيا لديهم سلوكا مقبولا، وتصبح معارضته تنافي الانفتاح والحداثة والحرية!!!  

وما المنطلق الذي انطلق منه هؤلاء القضاة في هذه القضية مثلا إلا شاهد على اعوجاج الفكر وفساد المنطق الذي يسير على نهجه الغرب، حتى وإن رفضوا الدعوى حاليا إلا أن المبررات التي ينطلقون منها واهية ساذجة تدل على مدى انحطاط تفكيرهم ووضاعته.  

هي حيرة إذن من أمر هؤلاء القوم لا تزول إلا بعد أن يستحضر المرء قول الله تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾، نعم، أصبحوا أضل من الأنعام بعد أن وهبهم الله العقل ليهتدوا به إلى الحق، فأعرضوا عن الحق وأبوا إلا اتباع الهوى، فضلوا وانحطوا بمستواهم إلى درك الحيوان أو ما دون، حينما تركوا عقولهم وما تمليه عليهم من وجوب الانقياد لخالق الكون والإنسان، وساروا بدلا من ذلك خلف أهوائهم وغرائزهم!!  

فالحمد لله على نعمة الإسلام التي رفعت من قيمة الإنسان وحفظت من قدره، وجنبته التهاوي في مستنقعات الرذيلة والفاحشة والشذوذ.   فكم العالم محتاج إلى نور الإسلام ليأخذ بالإنسان إلى دروب النجاة والخير، بدلا من مهاوي الردى والرذيلة التي يقوده الغرب إليها!!.  

﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾