تعليق صحفي

حالة الانفصام بين الأمة وحكامها تتعمق يوما بعد يوم، وستفشل جهود المنقذين

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن الموفد الخاص لرئيس وزراء كيان يهود يتسحاق مولخو سوف يتوجه إلى القاهرة الأسبوع الحالي. وأضافت المصادر، التي لم يتم تسميتها، أن مولخو سيطلع القيادة المصرية على المستجدات السياسية خاصة في ضوء الجهود المبذولة لإعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مجراها الطبيعي ودراسة مسألة تصدير الغاز إلى مصر .القدس العربي

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، معلقاً على المباحثات الجارية مع أنقرة وكيان يهود لتطبيع العلاقات، "بالطبع ستكون هناك مباحثات، ويجب أن تستمر، لقد استُجيب لشرط واحد من شروطنا (لتطبيع العلاقات)، والمباحثات تجري على مستوى الخبراء من أجل تنفيذ باقي الشروط". الأناضول

تأتي هاتان الخطوتان اللتان تصبان في تطبيع العلاقات مع كيان يهود المحتل للأرض المباركة فلسطين، من قبل نظام يدعي القائمون عليه إسلامية التوجه وآخر يحكم بلادا هي كنانة الله في أرضه، تأتيان في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي وفلسطين حالة من الغليان والحراك غير المسبوق تجاه المحتل والاستعمار، لترسما مشهدا مغايرا ومقابلة فريدة من نوعها في مثل هذا الزمان.

الأمة الإسلامية أمة بدأت تنبعث منها الحياة من كل حدب وصوب، يعبر أبناؤها عن توجههم الكبير نحو إعادة الإسلام في الشام، في حين تتحالف 34 دولة في حلف تسمى بحلف إسلامي عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية يضم جهوده إلى جهود الحلف الصليبي الهادف للنيل من ثورة الشام الأبية وتطلعاتها نحو إعادة حكم الله في الأرض.

وفي فلسطين، حيث جاءت ثورة السكاكين لتعبر عن حالة الغليان لدى أبنائها وحالة التحلل والانفصام عن نهج السلطة والحكام الخائنين، معلنين بذلك أنهم لم يقبلوا يوما باتفاقيات عار وسلام مع كيان يهود الغاصب، في حين تواصل السلطة الفلسطينية مسيرة التنسيق الأمني وجهود المحافظة على أمن وأمان كيان يهود.

وهنا، في الوقت الذي تمتزج فيه مشاعر الغضب والعداء لدى أبناء الأمة الإسلامية تجاه كيان يهود الغاصب لفلسطين، المدنس لمقدساته، المنتهك لحرمات المسلمين، مع الأحداث التي تعصف بالمنطقة لتنذر بانقلاب وتغيير قريبين، في هذا الوقت يأتي النظامان المصري والتركي ليخطّا ويعزّزا حالة الاستخذاء والتطبيع المخزي مع هذا الكيان الغاصب.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أمرين مهمين: الأول، أنّ حكام المسلمين هم صمام الأمان لدولة يهود، وهم يبادرون عند كل حاجة لهم لتثبيت وترسيخ كيان يهود المحتل. والثاني، أنّ حالة الانفصام بين الأمة وحكامها باتت جلية عصية على الإنكار، وأنّ من يحاول التعمية عليها من علماء السلطان وأحزاب البلاط وأبواق الإعلام، ستبوء جهودهم إلى فشل قريب شنيع بإذن الله.

وفي ظل هذا الواقع، بات مُلحّاً على كل المخلصين أن يعملوا على تعميق الهوة بين الأمة وحكامها ليعجلوا باللحظة التي تأخذ فيها الأمة بحلاقيم الحكام فترديهم إلى واد سحيق من غير رجعة.

﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾