تعليق صحفي

جدول أعمال وزراء الخارجية العرب: نحيب وشكوى، واتحاد لأجل "السلام"، وتفريط بالأرض المباركة!!

طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، بالتوجه الى مجلس الأمن لتوفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني، ردا على الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه "إسرائيل". وطالب المجلس في قرار له الاثنين في ختام دورته غير العادية بالرياض في حال فشل التوجه الى مجلس الامن بالتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بجلسة استثنائية تحت عنوان "متحدون من أجل السلام".

لم تعد اجتماعات الجامعة العربية على مختلف مستوياتها حدثاً ذا بال بالنسبة للأمة، فالأمة قد تجاوزت الحكام وأسيادهم ومؤتمراتهم العادية وغير العادية، وباتت تتطلع للخلاص منهم ومن الاستعمار الجاثم على صدرها والذي يقتل أبناءها وينهب ثرواتها ويخرب ديارها بأدوات عدة وتحت أسماء ومسميات مختلفة.

وإذا كان ثمة من وقفة على مجريات مؤتمرات الحكام فهي لغرض أن تتجنب الأمة مكائدهم وشراكهم التي لا تنتهي والرامية إلى الإيقاع بالأمة كفريسة لأسيادهم في واشنطن ولندن وباريس.

واجتماع وزراء الخارجية العرب هذا خير مثال على ذلك، فهو مكرس للدعوة لمخطط أمريكا الداعي لاستجلاب احتلال دولي جديد يضاف لاحتلال يهود للأرض المباركة فلسطين، ليعيث المستعمرون الجدد في المنطقة بأسرها الفساد وليكونوا قوة تتصدى للخلافة القائمة قريباً بإذن الله.


لقد كذب الحكام ووزراؤهم بادعائهم الحرص على أهل فلسطين، وادعائهم هذا إنما هو لتبرير دعوتهم الباطلة، ولو صدقوا لأعلنوا "عواصف حزمهم" على يهود المجرمين، ولخجلوا من أنفسهم وهم يجردون أسلحتهم وطيرانهم ودباباتهم لضرب أهل اليمن وسوريا بينما هي برد وسلام على أعداء الله يهود!.

بينما صدقوا إذ وصفوا اجتماعهم المزمع في الجمعية العمومية بأنهم "متحدون لأجل السلام"، فالسلام في عرف هؤلاء هو التفريط بمسرى رسول الله وإقرار احتلال يهود لمعظم فلسطين والتطبيع مع هذا الكيان المحتل وحماية أمنه والاتحاد معه في الحرب على الإسلام باسم الإرهاب، فبئس اتحادهم هذا وبئس سلامهم المزعوم!

لقد بات تآمر الحكام على الأمة مفضوحاً، مما يقتضي من أهل القوة والمنعة فيها وقفة يقلبوا فيها ظهر المجن لهؤلاء وينصروا العاملين لاستعادة عز الأمة ومجدها بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، التي تعيد للمسلمين مكانتهم وتحرر فلسطين وتطهر المسجد الأقصى من رجس يهود، وفي ذلك الفوز في الدنيا والفلاح في الآخرة.