تعليق صحفي

وشهد شاهد من أهلها على واقع السلطة كبلدية خدماتية

 

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية إن السلطة الفلسطينية هي "مجرد اسم ولكنها في حقيقة الأمر بلدية موسعة حيث كانت المفترض أن تتحول لدولة منذ عام 1999"، وأكد اشتية أن دولة اليهود لا تريد إقامة دولة فلسطينية حتى على حدود الرابع من حزيران عام 67 (وطن للأنباء).

 

إن هذا الواقع المخزي لا يمكن إنكاره لكل من يدرك واقع السلطة: حيث اختزل ما يدعيه ساسة المنظمة "مشروعا وطنيا" إلى مشروع خدماتي يعفي الاحتلال من مسؤولياته ويجعله احتلالا رخيصا، ويعينون الوزراء ولكنهم في الحقيقة مدراء في هذا المشروع لا يفقهون من السياسة إلا الاسم إن فقهوه، فرحين بهذه الألقاب:

ألقاب مملكة في غير موضعها   كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

 وقد سبق أن رسخنا هذا الوصف المخزي في وعي الناس، حتى صار طبيعيا أن يدرج على ألسنة ساسة السلطة، وأن يقروا بواقعهم المفضوح.

إن من يقر بهذا العار السياسي ويعترف بفشل مشروعه جدير به أن يعلن توبه سياسية على الأشهاد، وأن يطلب العفو من الأمة على مسيرة الانبطاح والتخاذل، وأن يستغفر الله قبل ذلك، ولكن جلّ ساسة المنظمة الذين مردوا على "العهر" السياسي لا يرجى منهم توبة سياسية ولا عودة للحق، فمرضهم السياسي مستفحل لا يرجى له شفاء.

ومثل هذه التصريحات يجب أن توقظ المصفقين من الأتباع الذين يطبلون لمسيرة السلطة ويزمرون لمنظمتها وأن تحركهم لأن يتبرؤوا من هذا المشروع وأصحابه قبل أن يتنكر لهم القادة والساسة:

 

(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ.وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا

كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ).