تعليق صحفي

اعتداءات على الحرمات واستغاثات من الحرائر في كنف الحرم القدسي المحتل، فهل من معتصم؟!

اعتدت قوات الاحتلال اليوم على حراس المسجد الأقصى وعدد من المصلين حاولوا استنقاذ امرأة داخلة للمسجد حاول أحد جنود الاحتلال الهمجيين نزع غطاء رأسها واعتقالها.

في تاريخ عزتنا حدثت حادثة مشابهة في أقاصي بلاد المسلمين فكان رد الخليفة المعتصم حازماً وكان السيف أصدق إنباءً من الكتب، فسيّر جيشاً أوله في بغداد وآخره في عمورية التي هدمها وحرّقها انتقاماً لعرض امرأة مسلمة، مرسلاً لقوى الأرض رسالة بليغة مفادها بأن الاعتداء على حرمة امرأة مسلمة يهتز لها كل مسلم على ظهر هذه البسيطة كما يهتز لها عرش الرحمن.

ولكن اليوم تشهد بلاد المسلمين مئات بل آلاف الحوادث المشابهة يومياً، فيعتدى على الحرمات وفي كنف أولى القبلتين مسرى رسول الله المحتل، وفي كل حواضر بلاد المسلمين، وتستغيث النساء كاستغاثة تلك المرأة التي تحرك لها المعتصم ولكن لا معتصم يلبي النداء، فترتد تلك الاستغاثات رجع نواح.

ولا غرابة في غياب المعتصم وشخصيته عن حكام "حزموا" أمرهم في القتال بجانب أعداء الأمة فشنوا "عواصف حزمهم" على المسلمين وتركوا المعتدين في بلادنا يسرحون ويمرحون بل يعتدون ويعيثون فيها الفساد.

إن خلاص الأمة وتحقق عودتها أمة عزيزة ترسل لأعدائها رسائل القوة المفعمة بالعزة لن يكون إلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الخلافة التي تلبي استغاثة المستغيثين وتصون الحرمات وتحمي الأعراض والمقدسات وتحرر البلاد المحتلة وتنتقم من أعداء الأمة.

فهل توقظ هذه الحوادث، التي تهز الأبدان وتقتلع الأفئدة، عقول وقلوب ضباط جيوش المسلمين فينصروا العاملين لاستعادة عز الأمة ومجدها ويتحركوا نصرة لقضايا أمتهم بدل أن يخضعوا لإملاءات الكافرين وأدواتهم الحكام العملاء ويوجهوا طائراتهم وفوهات مدافعهم وبنادقهم نحو إخوانهم؟!

 

)وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا

وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا(

8-4-2015