تعليق صحفي

الأمة الإسلامية ستبقى ترى في التطبيع عارا رغم أنف الحكام والغرب

أثار فيديو نشرته مواقع التواصل الاجتماعي لمستوطنين مارسوا "صلوات دينية" داخل حرم مطار الملكة علياء الدولي، حالة سخط وغضب واسعة وسط ناشطين ومواطنين عبر الفيسبوك وتويتر. ونقلت صحيفة الغد الأردنية التي نشرت الخبر عن مديرة الإعلام والاتصال في مجموعة المطار زاهية النعسان، قولها: إن ما مارسه المستوطنون كان قصيرا جدا بحيث لم يثير استهجان المتواجدين من المسافرين. لافتة إلى أن ما قاموا به هو "أمر طبيعي وطالما المطار حدثت فيه فعاليات واحتفالات".

ليس غريبا أن يصدر مثل هذا السلوك من المستوطنين اليهود بعد أن باتوا يأمنون على أنفسهم في أحضان الأنظمة العربية العميلة، ويسافرون إلى بلاد المسلمين وعبرها شأنهم شأن أي مسافر أخر طبيعي، وبعد أن لمسوا كم يحرص الحكام على أمنهم وأمانهم!!

حقا إنّه قمة العار والخزي الذي يلحق بالحكام وأذنابهم، وفي مقدمتهم النظام الأردني شديد الولاء لكيان يهود، والحارس الأمين لحدوده الشرقية، حتى وصل الأمر بمديرة الإعلام والاتصال في المطار أن تعتبر ما حدث أمرا طبيعيا وشأنه شأن أي احتفال آخر، دون أن ترى غضاضة في كونهم أبناء دولة يهود التي تحتل فلسطين وتحرق الأخضر واليابس في الضفة وقطاع غزة، وتقتل أطفالها ونساءها وشيوخها صباح مساء، وتدنس أقصاها ليل نهار!!

هذا ما أراده الحكام الأقنان، وهو ما يريده الغرب من ورائهم، وهو سبب الحرص الغربي الشديد على إقامة السلام وحل الدولتين، والذي من شأنه بنظرهم أن يمكّن لدولة يهود في العالم الإسلامي، ويجعل منهم عضوا طبيعيا في جسد الأمة، ليستعمله الغرب متى لزم للفتك بالأمة والحيلولة دون نهضتها.

ولكن أنى لهؤلاء وهؤلاء أن يكون لهم ما أرادوا، وفي الأمة رجال يصلون ليلهم بنهارهم من أجل تبصرة الأمة وتوعيتها على طريق عزتها ودرب استعادة زمام أمرها. وما حالة السخط والغضب الواسعة التي أثارها الشريط إلا تعبيرا صادقا عن توجه الأمة الحقيقي، ودلالة صارخة على أنّ الأمة الإسلامية أمة حية وما زالت ترى في التطبيع خزيا وعارا رغم كل الجهود التي يبذلها الحكام والغرب من أجل التغلب على ذلك.

26/3/2015