تعليق صحفي

عباس يلعن "شعبه" وينقلب على ثقافة الأمة ويتحدى ثورتها!

حذر رئيس السلطة الفلسطينية في خطابه في افتتاح المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية من "أسلمة النظام بمنطقة الشرق الاوسط"، معتبرا أن ذلك أمر مرفوض، وأن الربيع العربي الذي اجتاح هذه الامة هو شرق أوسط جديد، وقال فيه "لعنة الله على الفلسطينيين الذين تدخلوا في الوضع السوري الداخلي" (موقع البوابة)، واعتبر "أن حلّ القضية الفلسطينية يساهم في إنهاء العنف والتطرف في المنطقة"، وقال إن الحل بسيط وهو الموافقة على المبادرة العربية للسلام، وهي تؤدي إلى أن "57 دولة عربية واسلامية تعترف بإسرائيل".


في الوقت الذي يستجدى فيه رئيس السلطة الفلسطينية مجرمَ الحرب نتنياهو ويخاطبه "بالسيد"، يلعن شعبه الذي يؤيد ثورة الشام، وهي ثورة أمة أعلن ثوارها أن القدس هي محطتهم بعد دمشق، ليؤكد المؤكد من أن أهل فلسطين مبتلون "بزعيم" مسرحي يصرّ على الاستخفاف بثقافة الأمة الإسلامية التي تدعو لتطبيق الإسلام في كيان يجمع الأمة كلها وليس "الشرق الأوسط" وحده كما يتخوف عباس، وهو يتحدى ثورة الأمة التي اندفع الناس فيها للتحرر من أقران عباس المستبدين.

لقد انبثق الربيع الثوري عموما -وثورة الشام على وجه الخصوص- كمحطة من محطات تحرر الأمة من هيمنة الحكام ومن نفوذ أمريكا وأوروبا، أما من استمرأ العمالة فلا بد وأن يتنكر لتلك المحطة الثورية، كتعبير تلقائي عن عمالته وحراسته للمشاريع الاستعمارية. وبينما يصمت عباس على ما يتعرض له أهل فلسطين من حصار ودمار في المخيمات الفلسطينية على أيدي بشار وعصاباته، يتهجم على الثورة والثوار، ليكشف عن المكنون العدائي في أعماق نفسه، وأنه لا ينتمي لفلسطين وأهلها.

إن رئيس السلطة الفلسطينية يرأس منظمة تسمّت بالتحرير، ولكنها تنصلت من لغة التحرير وأدواتها، بل حتى ناقضت اسمها، عندما حصرت عملها في المفاوضات –كما يصر عباس في خطابه هذا وفي كل مناسبة- فصار الأولى أن تسمى منظمة التفاوض لا التحرير، وخصوصا أن قادة المنظمة قد اختطفوا قضية فلسطين طيلة العقود السابقة وحشروها في أروقة الأنظمة العربية المتآمرة عليها، وها هو عباس يصر على الدعوة إلى التزام مبادرة السلام العربية التطبيعية بامتياز.

إن عباس يحمل مشروع عمالة وخضوع وتفريط، وهو يصر في كل مناسبة على تحدي "شعبه" وأمته بعجرفة سياسية بشعة، ولا يمكن "لشعب" يعتبر أنه يحمل نفسا ثوريا وروح تحرر من الاستعمار أن يسكت على خزعبلاته ووقاحته السياسية هذه. لذلك فإن من الواجب على أهل فلسطين أن يجددوا الرفض لهذا النهج التفريطي والانبطاح السياسي. وأن يستذكروا قرآنهم (في مقابل كلام عباس الباطل).

إن الوحي القرآني بيّن إن من يستحق اللعن في ثقافة الأمة وعقيدتها هم المستعمرون ومعهم الحكام الظالمون الذين يفترون على ثقافة الأمة وعقيدتها ويحرفونها، فقد لعنهم الله جميعا:

"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ

أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"

5-3-2015