تعليق صحفي

أمريكا تحارب الإسلام، وأوباما يخادع ويكذب دون أي احترام لعقول البشر!

عقد في واشنطن على مدار الأيام الثلاثة الماضية مؤتمر مكافحة الإرهاب، والذي ضم أكثر من 60 دولة برعاية الإدارة الأمريكية، واعتبر الرئيس الأمريكي أوباما أن "المتطرفين الإسلاميين" لا يتحدثون باسم "مليار مسلم" داعيا إلى التصدي "لوعودهم الزائفة" و"أيديولوجياتهم الحاقدة"، واعتبر أن الحرب على مثل هذه الجماعات يجب أن تخاض في العقول والقلوب، كما تخاض في البر والجو، ونافيا وجود "صراع حضارات" ومؤكدا "نحن لسنا في حرب مع الإسلام"!.

بهذا الاستعلاء وبهذه الصلافة والعنجهية يتحدث الرئيس الأمريكي ساعياً لنفي الحقائق التي تنطق بها الوقائع وسلوكيات الغرب بصورة يومية وبشكل قطعي لا يحتمل أي لبس أو تأويل.

فالرئيس الأمريكي قد حصر وصف الإرهاب في هذا المؤتمر بالمسلمين دون سواهم، وطالب الدول المشاركة بمحاربة الإسلام بفكره وأيدولوجيته تحت عباءة محاربة التطرف والإرهاب ومن ثم يزعم بأنه لا يشن حرباً على الإسلام وينفي وجود صراع حضارات!! فهل يستخف أوباما بعقول المسلمين أم يظن أن أكاذيبه تنطلي على أحد؟!

لقد طالب العديد من أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي أوباما بتسمية الأمور بأسمائها حتى يتمكنوا من "الانتصار في المعركة"، فطالبوا أوباما بالتوقف عن استخدام مصطلح الحرب على الإرهاب واستخدام مصطلح الحرب الدينية مع الإسلام.

ولقد أكد المرشح الأسبق للرئاسة الأمريكية والكاتب الصحفي باترك بوكانن حقيقة تقدم مشروع الإسلام وخشية الرأسماليين من ذلك مما يجعلهم في صدام حضاري مع الإسلام، بقوله: "إن الإسلام السياسي استطاع أن يتخطى قومية عبد الناصر وتخطى منظمات وتنظيمات كما أنه تخطى الاشتراكية والشيوعية، وها هو الآن يقف على أعتاب رأسماليتنا وسيصرعها، إذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة."

إن زعم أمريكا والغرب وأدواتهم خوض حرب ضد بعض التنظيمات المسلحة هنا وهناك كتنظيم الدولة وغيره هو مجرد "شماعة" وغطاء لحرب حضارية تستهدف المشروع الإسلامي "الخلافة على منهاج النبوة" التي تصوغ العالم من جديد وفق أسس العدل والرحمة، وتقطع دابر الكافرين المستعمرين من بلادنا وتقضي على نفوذهم وتخلص العالم من شرورهم؛

فالأيدلوجية التي يريد أوباما محاربتها في العقول والقلوب هي الإسلام الحضاري الذي يتطلع إليه المسلمون ليسود العالم فينهي حقبة الرأسمالية المظلمة وينشر العدل والرحمة للبشرية، وإلا فأفعال تنظيم الدولة يرفضها المسلمون عامة وليس لها رواج أو انتشار بين المسلمين حتى تحارب فكرياً وأيدلوجياً، مما يدل بشكل مؤكد أن المقصود في هذه الحرب هو مشروع الأمة الحضاري وكل من يسعى لعودة الأمة الإسلامية لاقتعاد مكانتها المرموقة، وكل ذلك تحت غطاء محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة!.

إن حرب أمريكا الحضارية ضد الإسلام خاسرة، فأمريكا والدول الغربية بمبدئها الرأسمالي المتهاوي لا تستطيع مجابهة فكرة قد آن أوانها، فظلمة الرأسمالية ستتبدد بنور الإسلام، وما لجوء الغرب للقوة العسكرية ومحاولته عرقلة قيام الخلافة -التي يشعر بدنوها- عبر حروب مصطنعة إلا علامة إفلاس وفشل، فالقوة المادية لا يمكن أن تغير فكرة، والخداع والتضليل لا يمكن أن يزعزع إيمان أمة بدينها وتعلقها بحبل ربها المتين.

فليخادع أوباما من يخادع ولتضلل أمريكا من تضلل فلن تخدع إلا نفسها، ولتعلم أنها مهما بذلت من جهود ومهما اصطنعت من حروب فلن توقف تقدم مشروع الأمة، فهو كالعود كلما احترق ازداد طيباً وانتشارا.

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(

19-2-2015