تعليق صحفي

فرنسا تضيف لسجلها الإجرامي جريمة جديدة بتقديمها مشروعا يثبت كيان يهود ويحميه!

قال وزير الخارجية رياض المالكي إنه إذا وافقت فرنسا على الملاحظات الفلسطينية فسيتم اعتماد المشروع الفرنسي لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي، ويذكر أن مشروع القرار الفرنسي يقضي بضرورة إنهاء المفاوضات "الإسرائيلية" ـ الفلسطينية في غضون عامين.

إن الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة واضح جلي لكل مسلم معتز بدينه مستعلٍ بإيمانه بالله وانتمائه لأمة الإسلام، وهو حل عسكري لا مكان فيه للسياسة أو للتدخل الأجنبي، وهذا الحل يقع على عاتق الأمة الإسلامية التي يجب أن تحرك الجيوش لتحرير الأرض المباركة وتقتلع كيان يهود من جذوره.

وإن العلاقة مع الدول يجب أن تقوم على أساس شرعي يبنى على معرفة دقيقة بواقع تلك الدول وأهدافها وأطماعها في بلاد المسلمين، ومن هنا يتبين انسلاخ حكام الضرار في بلاد المسلمين وقادة السلطة الفلسطينية عن ثقافة الأمة في تعاطيهم مع قضية فلسطين وفي علاقتهم مع دول مستعمرة طامعة كفرنسا الشريرة.

فقادة السلطة الفلسطينية وحكام الضرار في العالم الإسلامي ينطلقون في سلوكهم السياسي المشين من منطلق التابع الذليل الخانع للمستعمرين المنفذ لأوامرهم، ولا يوجد أي اعتبار في تصرفاتهم غير ذلك، فهل يعقل أن تقدم "سيدة" الاستعمار فرنسا خيراً لأمة الإسلام أو للأرض المباركة؟!.

إن الأمة الإسلامية تحفظ لفرنسا تاريخها الدموي؛ فمن أرضها انطلقت جيوش الحملات الصليبية التي رمت إلى إنهاء الأمة الإسلامية والسيطرة على الأرض المباركة...فقتلت الآلاف ودمرت المدن وعاثت في الأرض الفساد وأعدمت في عكا ثلاثة آلاف من المسلمين في يوم واحد لأن صلاح الدين رفض تسليم ملوك فرنسا وألمانيا مفاتيح بيت المقدس!.

والأمة الإسلامية المعتزة بدينها تحفظ لفرنسا استعمارها لبلاد المسلمين وقتلها الملايين في الجزائر وسوريا وتونس والبلاد الإفريقية، فلا ينسى روّاد الأمة وطلائعها -وهم على أعتاب إقامة الخلافة الراشدة التي ساهمت فرنسا في هدمها-  لا ينسون أبدا أن فرنسا أجرت تجاربها النووية في بلاد المسلمين وعلى أجسادهم في الصحراء الجزائرية دون أن تتحمل مسؤولية تأثير تجاربها تلك على المسلمين وبلادهم، كما  أنها قتلت 30 ألفا في تلك التفجيرات النووية، وإلى جانب ذلك لم تبادر بتنظيف المنطقة من الإشعاع النووي الذي تبقى أضراره آلاف السنين، وأنها استخدمت في تجاربها بالجزائر االيورانيوم والبلوتونيوم اللذين يستمر تأثيرهما لمدد زمنية طويلة. ولن ينسى لها الساعون لإقامة الخلافة أن أول تفجير في رقان كان يعادل ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما.

ويرى أبناء الأمة أن فرنسا ذاتها ما زالت تقتل وتقصف المسلمين في مالي وتشارك أمريكا في حلفها الصليبي الجديد على الأمة الإسلامية فتقصف وتشارك في قتل المسلمين في العراق وسوريا، كما اقتسمت مع أمريكا قتل المسلمين في أفغانستان.

وأبناء الأمة يحفظون لفرنسا تاريخا عريقا في إنشاء ودعم كيان يهود وتسلحيه بأسلحة فتاكة لمواجهة وقتل المسلمين وإفناء الآلاف منهم بالسلاح النووي، فروّاد الأمة يحفظون هذه التواريخ لفرنسا:

 

1949* حيث بدأ دور فرنسا بدعم البرنامج النووي "الإسرائيلي" عندما زار المسئول في الوكالة الفرنسية للطاقة الذرية "إسرائيل"، ودعا الفيزيائي الفرنسي فرانسيس برين الباحثين "الإسرائيليين" لزيارة فرنسا وتدشين التعاون العلمي في هذا المجال.

 

1953* اتفاق فرنسي "إسرائيلي" للتعاون في استخراج اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل.

 

1955-1967* أنفقت" إسرائيل" في هذه الفترة ما يفوق 600 مليون دولار في صفقات التسلح الموقعة مع فرنسا منها 75 مليونا خاصة بالمجال النووي.

 

1957* فرنسا تنشئ مفاعل ديمونة في صحراء النقب بناء على اتفاقية سرية مع كيان يهود.

 

كما أن لفرنسا علاقات تاريخية قوية تعود حتى إلى ما قبل إعلان "كيان يهود" سنة 1948، فقد ساعدت فرنسا في تسليح يهود في قبل قيام كيانهم، وهو ما عبّر عنه شمعون بيريز ذات مرة عندما قال: "بفضل فرنسا، استطعنا حيازة أسلحة للدفاع عن أنفسنا..لا أعرف أي بلد آخر ساعد إسرائيل كما ساعدتها فرنسا".

 

وفي كل عدوان على غزة وقفت فرنسا داعمة لكيان يهود الذي قتل الاطفال والنساء والرجال في بث حي ومباشر للعالم.

 

وبعد هذا التاريخ الدموي الحافل بالعداء للمسلمين والمودة والمساعدة لكيان يهود، تضيف فرنسا الشريرة صفحة جديدة من خلال مشروع تقدمه لمجلس الأمن تسعى من خلاله لإيجاد شرعية لكيان يهود على جل الأرض المباركة من خلال مباركة دول العالم لوجود كيان يهود والسماح بوجود "كيان مسخ" يسمى زورا وبهتانا "دولة فلسطينية" لا يتعدى كونه سياجا أمنيا يحفظ كيان يهود ويرسخ وجوده.

 

خابت فرنسا وخاب سعيها، فالأمة الإسلامية حية نابضة ولا تنطلي عليها "الجعجعات" الإعلامية والدعاوى السلطوية التي تصور المسعى الفرنسي بأنه في صالح أهل فلسطين أو أنه ضد مصلحة كيان يهود بل هو في مصلحة يهود والغرب وإن تمنع عنه اليهود طمعاً وتعنتاً!.

وكما حفظت أجيال الأمة لفرنسا وللكفار إجرامهم وتاريخهم فإن هذه الحقائق السياسية الشرعية ستبقى الميزان لدى الأمة وروّادها الساعين لإقامة الخلافة الراشدة.

 

فالأرض المباركة لا تفريط فيها، والحقائق الشرعية راسخة ومحددة لكل علاقة مع الكفار وخاصة المستعمرين الطامعين في بلادنا، فهؤلاء ملة واحدة في عدائهم وحقدهم على الأمة الإسلامية " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".

 

 وإلى أن يوضع الإسلام موضع التطبيق في دولة الخلافة، ليحرر الأرض ويقتلع كيان يهود وكل نفوذ للمستعمرين من بلادنا، ويحمل الإسلام إلى العالم رسالة نور ورحمة، وإلى أن يصل قادة الأمة الحقيقيون للحكم في بلاد المسلمين ليرجعوا فرنسا وغيرها من المستعمرين دويلات تدفع الجزية صاغرة على أعتاب دار الخلافة...وإلى أن يكون ذلك يجب على الأمة إن تستمر في ثورتها.

 

16-12-2014