تعليق صحفي

السلطة المنصاعة لأوامر كيري تستنكر عملية القدس!

عقب طلب وزير الخارجية الأمريكي بصورة مباشرة من "الزعماء الفلسطينيين" شجب عملية القدس، لم تتوان رئاسة السلطة عن تلبية ذلك فأصدرت بياناً استنكرت فيه العملية وغلّفت استنكارها برفضها لقتل المدنيين من أي طرف وإدانة استفزازات المستوطنين ودعت للمحافظة على أجواء التفاهمات والهدوء.

موقف مسربل بالخزي والعار والخنوع الذي مردت عليه السلطة ولا تتقن سواه.

فالسلطة التي لا تستطيع حماية مزارع من هجمات المستوطنين ولا الدفاع عن طفل يقتله أو يحرقه هؤلاء المجرمون، ولا تقدم شيئا لحماية المقدسات سوى الجعجعات الإعلامية أو التفاهمات السياسية المخزية أو النحيب على أعتاب الأمم المتحدة أو استجداء كيري، بينما تستنفر كل أجهزتها للدفاع عن يهود أو البحث عن مختطفيهم، تراها تستنكر بشكل فاضح غيرة من ساءه اقتحام يهود المجرمين للأقصى ومن تحرّق لقتل أهل فلسطين والاعتداء على حرائرهم ومقدساتهم!.

ولئن سألتهم ليقولن إنها السياسة ومداراة الضعيف للقوي، أو ربما سيقول قائلهم إن هذه العملية تفشل "المشروع الوطني"! ولا تخدم الشعب الفلسطيني المسكين!، ألا تباً لسياستكم المنبطحة وتباً لخوركم وضعفكم وانصياعكم لسيدكم الأمريكي.

إن مواقف السلطة المخزية تعزز الفجوة القائمة أصلاً بينها وبين أهل فلسطين، وهي تؤكد بهذه المواقف انفصالها عنهم فكرياً وشعورياً، فما يسرُّ أهل فلسطين يحزنها، وما يحزنهم يسرُّها وإن ذرفت دموع التماسيح.

 (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)

إن تضحيات وبطولات أهل فلسطين المأسورين المقهورين هي رسائل خطت بالدم تدعو جيوش الأمة للتحرك العاجل لتحرير مسرى رسولهم والدفاع عن مقدساتهم والذود عن إخوانهم والقضاء على كيان يهود، فمتى سيلبون النداء؟

18-11-2014