رفضت بريطانيا دعم العمليات المقررة لإنقاذ المهاجرين "غير الشرعيين" الذين يحاولون الوصول الى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

بريطانيا ترى في إنقاذ المهاجرين في عرض البحر مدّعاة لتشجيع غيرهم للهجرة...فليموتوا اذاً حتى يتعظ الآخرون المنكوبون الذين لا يجدون مأوى أو لقمة عيش.

بئست الرأسمالية من مبدأ، وبئس الرأسماليون من بشر إن كان لديهم بقية من إنسانية.

لقد وصلت الدول الاستعمارية إلى أقصى ما عرفته البشرية من الوحشية واللاإنسانية، فهذه الدول التي ترفض انقاذ الغرقى هي نفسها التي احتلت بلادهم المنكوبة ودعمت الحكام الطواغيت وكانت سبباً مباشراً وغير مباشر في كل حرب استعرت في المنطقة فخلّفت الضحايا والمهجرين والمنكوبين.

أليست بريطانيا هذه هي من احتلت فلسطين تحت مسمى الانتداب وقدمتها لقمة سائغة ليهود المجرمين؟! أليست بريطانيا هذه هي من ينهب ثروات المسلمين في الأردن واليمن والمغرب وليبيا والجزائر وإمارات الخليج العربي فتركت شعوبها جوعى لا يجدون ملجأ ولا طعاماً ولا حياة كريمة؟! أليست بريطانيا ومعها بقية الدول الاستعمارية هي سبب كل مصيبة تلحق بالمسلمين جراء تآمرها لهدم الخلافة حامية حمى المسلمين وأمهم الرؤوم؟!

وجراء كل تلك الجرائم التي سببتها بريطانيا والدول الاستعمارية للمسلمين نتجت ظاهرة الهجرة، وجراء تضييق الدول الغربية -التي تزعم الإنسانية- على المسلمين ازدادت الهجرة "غير الشرعية"، وإلا لو ترك الاستعمار بلادنا ونزع أنيابه الزرقاء من ثرواتنا وخيراتنا ورفع دعمه للطواغيت نواطيره الجاثمين على صدورنا لكانت بلادنا واحات من الخير والازدهار والطمأنينة ومحط أنظار العالم، والتاريخ خير شاهد.

لكن الغرابة تزول عن موقف بريطانيا هذا عندما نستحضر شواهد على إجرامها حتى في حق الشعوب الأوروبية، فسعي بريطانيا للسيطرة والهيمنة على المسرح الدولي لهثا وراء مصالحها كان سبباً في اندلاع حربيين عالميتين راح ضحيتها ملايين البشر، وهي –في موقف مسربل بالخزي والعار التاريخي- سعت إلى منع مساعدة سفن الخلافة المحملة بالطعام المقدمة لشعب إيرلندا جراء ما أصابهم من مجاعة عام 1845م، لتكشف بذلك عن مدى وحشيتها.

إن العالم اليوم يكتوي بلظى الرأسمالية والدول الاستعمارية قاطبة، ويعيش أسوأ عصوره وأحلكها ظلمة، وإن دولة الإسلام -الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله- ستبدد هذه الظلمة وتنير العالم بالعدل والرحمة.

28-10-2014