تعليق صحفي

كعادتهم، حكام العرب والمسلمين يبدؤون بالمشاركة في المعزوفة الأمريكية الجديدة

ذكرت القدس العربي أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، حذر الخميس من “تنامي نزعات التطرف والتعصب والإرهاب في الشرق الأوسط، جراء بقاء الأزمات فيه دون حلول جذرية، ودعا إلى تعاون دولي لمواجهته”.

بعد أن ابتكرت أمريكا مصطلح "الحرب على الإرهاب" بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وسخرته لغزو وضرب وملاحقة من تريد، فاحتلت بلدانا واستباحت ديارا كاملة، فقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، وخلفت الملايين من ضحاياها في العالم الإسلامي ما بين قتيل وجريح ومغتصَب وأسير، فغزت العراق ودمرته ويتمت أطفاله وسرقت أمواله، واحتلت أفغانستان وأمطرتها بقنابلها العنقودية، واستباحات اليمن وباكستان والصومال بطائراتها الموجهة عن بعد لتقتل من تشاء، وكل ذلك تحت ذريعة الابتكار الأمريكي الذي سرعان ما تحول إلى ذريعة لحكام العرب والمسلمين للنيل من كل من يهدد حكمهم أو يزعج مخابراتهم حتى وصل المصطلح إلى تشريعات وقوانين في بلاد المسلمين، تستخدمها الأنظمة لسحق من يعارضها دون رأفة أو رحمة!

وبعد أن ذهب بريق الابتكار الأمريكي أو كاد فانشكف أمره وبات ممجوجا ومملولا، ابتكرت أمريكا النسخة المطورة منه، فأفزعت العالم من تنظيم مسلح، وأوهمته بأنّه أمام خطر داهم لن تقوى دولة ولا دولتان على مواجهته، وأنّ الأيام السود بانتظار العالم ما لم يتكتل لمواجهته، وقادت حملة دولية لتشكيل حلف من أكثر من 40 دولة لمواجهة تنظيم مسلح،  وسعت لأخذ تفويض المشرعين في أمريكا لتوفر لنفسها الغطاء أمام شعبها لتسقي المسلمين الموت حيثما أرادت، خاصة في العراق والشام.

وبالطبع، فإن حكام المنطقة العربية هم أول من يجب عليهم الانضمام لحلف أمريكا المجرم، فهم لا يقلون أهمية عن طائرات ومقاتلات أمريكا في هذه الحرب، وهم كالعادة لا يخيبون ظن أمريكا ولا يردون لها طلبا، بل ويسبقونها أحيانا في التفاني في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية في المنطقة.

ومن هنا، تأتي تصريحات الملك عبد الله الثاني، لتؤكد على هذه الحقيقة، وأنّ الأمة الإسلامية على أبواب معزوفة جديدة لطالما ستسمعها وتكتوي بنارها ما لم تتصد الأمة للمخطط الأمريكي الجديد الهادف إلى استعمار المنطقة والدخول لها من باب واسع، وما لم يسارع المخلصون إلى إقامة الخلافة التي ستملأ الفراغ السياسي الذي تحياه المنطقة وتنهي عذابات الأمة على يد حكامها وأعدائها لتبدأ عهدا جديدا من العزة والكرامة والسيادة.

22-9-2014