تعليق صحفي

عباس يتفاخر بولائه وحرصه على اليهود المحتلين ويتوعد أهل فلسطين ويستهتر بتضحياتهم!

 

دون خجل من الله أو من عباد الله، ودون أدنى مراعاة لمعاناة أهل فلسطين الذين يرزحون تحت نير الاحتلال اليهودي الذي ينكل بهم ويعتقل أبناءهم ويخرب ديارهم ويسعى لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، ودون أدنى اعتبار للأسرى الذين يعانون خلف قضبان الاحتلال اليهودي الغاشم، يصرح عباس بالتآمر على أهل فلسطين بعبارات يخجل المرء من سماعها حيث تقطر خيانة وتفريطا بكل ما يعتبره أهل فلسطين شرفاً وحتى بكل ما كانت تتغنى به منظمة "التحرير" وحركة فتح على وجه الخصوص من قبل عندما كانت تعتبر نفسها "مفجرة للانتفاضة"!!.

إن حديث عباس في جدّة حول التنسيق الأمني وايمانه به هو حديث من والى أعداء الله وارتمى في أحضانهم وأنس بهم وعادى أهل فلسطين، كما أن حديثه عن الانتفاضة بوصفها بالمدمرة هو تنكب لتضحيات أهل فلسطين واستهتار بها بصورة وقحة.

إن هذه التصريحات تكشف عن مدى انخراط السلطة ورئيسها في التبعية لأمريكا ويهود، ومدى تفانيها في القيام بدورها الأمني الموكل لها حمايةً لأمن يهود والمستوطنين وملاحقةً لكل من يفكر بمقاومتهم أو إيذائهم، وليس ذلك غريباً على من أعلن منذ أن كان رئيساً للوزراء أمام الملأ بأنه يسعى لإنهاء عذابات يهود!، فليس غريباً أن ينقلب على كل ثوابت أهل فلسطين بل أن يسعى لجعل الخيانة والتعاون مع المحتل وملاحقة المقاومين وتهديدهم وجهة نظر، بعد أن كانت منظمة "التحرير" ترى في مجرد الجلوس مع العدو أو التفاوض معه خيانة عظمى!.

إن وصف عباس للتنسيق مع المحتل وتقديم المعلومات الاستخبارية له والبحث عن المختطفين نيابة عنه بالمصلحة لأهل فلسطين هو في منتهى الاستخفاف بعقول أهل فلسطين الذين يلمسون آثار التنسيق الأمني الجريمة على أبنائهم ويرون بأعينهم التقاسم الوظيفي بين المحتل وأجهزة السلطة الأمنية.

 إن الخيانة دوماً لها ما يبررها لدى أصحابها الغارقين في مستنقعاتها الآسنة، لكنها مع كل المبررات والذرائع الواهية تبقى خيانة، ولن يغير من وصفها ألفاظ المصلحة واتقاء شر الأعداء، فتلك كانت مبررات شاور وأبي رغال لكنهم بقوا في التاريخ مضرب مثل للخونة.

إن فلسطين وأهلها، أحفاد الصحابة الكرام وخيرة المؤمنين، ليبرؤون إلى الله من خيانة السلطة وقادتها وموالاتهم لأشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود.

إن أهل فلسطين مطالبون اليوم أكثر من ذي قبل برفع الصوت في وجه هؤلاء المفرطين الموالين ليهود وأن يوقفوا هؤلاء عند حدهم وأن يضعوا نهاية لعبثهم بمسرى رسول الله.

وإن فلسطين وأهلها على موعد قريب بإذن الله مع جيوش المسلمين المتوضئة التي ستزحف نحو بيت المقدس لتحررها وتخلصها من رجس يهود وتآمر السلطة وخيانة الحكام، وإنا نرى ذلك قريباً، وحينئذ ولات حين مندم.

(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)

19-6-2014