تعليق صحفي

اللاجئون "الفلسطينيون"، مسيرة إذلال وعذاب بحجج أقبح من ذنب!

 

نشرت صحيفة "رأي اليوم" نقلا عن صحيفة الغد الأردنية توصيات اللجنة الوزارية الأردنية، فيما يتعلق بمجال أذونات الإقامة، بمنح القُصر من أبناء المواطنات الأردنيات المتزوجات من أجانب، والخاضعين لأحكام قانون الإقامة وشؤون الأجانب، باستثناء حملة وثائق السفر الفلسطينية بمختلف أنواعها “أذونات إقامة لمدة عام قابل للتجديد، شريطة أن تكون الأم مقيمة إقامة دائمة في المملكة، إما لكون زوجها مقيما في المملكة أو لعودتها للإقامة. وعللت اللجنة استثناء "الفلسطينيين" من المزايا بأسباب من مثل الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية وتجنب الخلل الديمغرافي، والحيلولة دون إفراغ الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من أهلها، والخوف من فكرة "الوطن البديل".

لقد تعرض اللاجئون "الفلسطينيون" وعبر العقود الماضية إلى شتى صنوف الإذلال والعذاب والتهميش في كافة الدول التي لجأوا إليها، خاصة الأردن ولبنان وسوريا، من سياسات إفقار وحصار في مخيمات خالية من أدنى مقومات الحياة الكريمة جعلتهم يتخذون بيوتا من "زنك" متلاصقة مكتظة مأوى لهم، في ظل انعدام الرعاية الصحية والخدمات العامة، مخيمات تملأ شوارعها مياه الصرف الصحي والنفايات، بلا تعبيد أو إنارة، مع تفاوت أو تسابق في السوء بين مخيم وآخر.

وأما سياسيا واجتماعيا، فهم من الدرجة العاشرة في المجتمع، مراقبون مخابراتيا على مدار 24 ساعة، محرومون من فرص العمل أو التنافس بموجب قوانين ولوائح سطرتها الأنظمة المجرمة وحرصت عليها... والقائمة تطول، حتى جعلت من اللاجئين قصة عذاب يرويها الأجداد للأبناء ثم الأحفاد.

وعند النظر في أسباب هذا الظلم والإجرام الذي مارسته الأنظمة بحق أهل فلسطين، حينما فرقت بين الأخ وأخيه، ورسخت عقلية التفرقة والوطنية المقيتة، بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، ونظرة الدونية وعدم الاكتراث بالأطفال والنساء والشيوخ. عند النظر في الأسباب والأعذار لهذا الظلم والإجرام نجدها أقبح من الظلم نفسه!

وهي أسباب تدور في مجملها حول ما أعربت عنه اللجنة الوزارية الأردنية في الخبر أعلاه، أسباب تنطلق من منظور سايكس بيكو وتفرقة الأمة الإسلامية إلى أوطان وأعراق للحيلولة دون مجرد التفكير بالوحدة واللحمة على أساس الإسلام العظيم الذي جمع مللا وأقواما وأعراقا ما كانت لتجتمع في تاريخ البشرية لولاه. أسباب تدور حول إبقاء دوافع المفاوضات والسلام مع يهود قائمة وملحة، لتساهم تلك الأنظمة في تركيع أهل فلسطين للقبول بأي حل تتمخض عنه المفاوضات الخيانية حتى ولو كان مهزلة وقمة التفريط.

وهي أسباب أبعد ما تكون عما يجب أن يكون من الحرص على تثبيت أهل فلسطين وتعزيز صمودهم أو الدفاع عنهم، إذ لو كانت تلك الأنظمة تريد أن تنتصر لفلسطين وأهلها لحركت الجيوش التي حبستها عن تأدية واجبها في تحرير الأرض المباركة وتطهيرها من دنس يهود منذ أمد بعيد، ولما عقدت معهم الاتفاقيات والمعاهدات الخيانية المذلة!! ولكنها الخسة التي تأبى أن تفارق أهلها حتى في أحلك الأوقات التي تعصف بالأنظمة وتهددها بالفناء.

24/5/2014