تعليق صحفي

كل "الخيارات!" واردة لدى السلطة إلا خيار التحرير!

يستمر المحتل الغاصب في جرائمه فيعتقل ويقتل ويصادر الأراضي ويكثف الاستيطان ويهوّد القدس ويقتلع الأشجار ويخرب العامر، غير آبه بتمديد المفاوضات من عدمه أو بذهاب السلطة إلى المؤسسات الدولية أو الأممية، لأنه لا تنفع معه سوى لغة القوة التي تستأصله وتنهي كيانه، وكل ما سوى ذلك فقاعات تنتشر في الهواء سرعان ما تنفجر وتنكشف حقيقتها الفارغة المضمون.

إن إجراءات السلطة -التي لم تكن لتكون لولا الضوء الأخضر الأمريكي لها- تتحدث عن كل "الخيارات!" إلا خيار التحرير!، فغاية تلك الإجراءات ليس تحرير فلسطين، وأنّى لها!، ولا محاربة يهود وقطع كل العلاقات الأمنية والاقتصادية معهم فهم "شركاء سلام" و"حقهم!" –من منظور سلطوي- أن يعيشوا في أكثر من ثلثي فلسطين التي احتلت عام 1948!، وإنما هو الضغط الناعم الذي تريده أمريكا وأداتها السلطة ليفي اليهود ببعض التزاماتهم التي غالبا ما يتنصلون منها، ليحفظوا بعض ماء الوجه للسلطة سعياً لإبرام اتفاقية اطار أو تفاهمات تبقي المنطقة هادئة لتتفرغ أمريكا ومعها أنظمة الجوار وبقية جوقة الحكام لتمكر بثورة الشام سعياً لإحباطها وإجهاضها وحرفها عن غاية إقامة الخلافة الإسلامية؛ مشروع تحرر الأمة ونهضتها وتخلصها من النفوذ الاستعماري.

إن زيارة رئيس هيئة أركان القوات الأمريكية المشتركة لكيان يهود وبحثه التعاون بين يهود ودول المنطقة في سبيل الوقوف فيما أسماه التحديات الإقليمية المشتركة، ما يحدث في ثورة الشام، وتصريح رجالات السلطة بأن خطواتهم الأخيرة ليست تخلياً عن المفاوضات وعملية السلام، يؤكد كل ذلك.

كما أن الأمم المتحدة ومؤسساتها التي يضرب رجالات السلطة بسيفها هي مؤسسات تخضع لإرادة أمريكا، تأتمر بأمرها وتنفذ سياساتها، وتلك حقيقة ظاهرة لكل مبصر، وتاريخ تآمرها على قضية فلسطين وإجرامها بحق أهلها وتشريعها لإنشاء كيان يهود المحتل ظاهر غير خفي، وكل إغفال لتلك الحقائق تضليل وخلط للسم بالدسم.

إن حل قضية فلسطين لن يكون إلا بتحريرها (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخلى المسلمون عنها أو عن شبر منها، فترابها مجبول بدماء الصحابة الكرام، وفيها مسرى النبي الأكرم، ومعراجه إلى السماء وقبلة المسلمين الأولى، أفيظن هؤلاء وأولئك أن بلاداً مباركة كفلسطين يمكن أن تهون على أمة عريقة ممتدة على جناحي عقاب من طنجة حتى أندونيسيا؟! خاب ظنهم وفشل مسعاهم.

إن حركة الأمة التحررية، لا سيما ثورة الشام الأبية، تؤرق بل ترعب أمريكا وبقية الدول الاستعمارية لذا تراها تغذ الخطى وتسعى لتذليل القضايا الشائكة في المنطقة لتبقى تتفرغ للمكر بها، وهذا يستدعي موقفاً ضاغطاً من الأمة على جيوشها لتسقط حدود سايكس-بيكو الوهمية وتنصر ثورة الشام، وتتحرك لتحرر فلسطين، فتكون جيوش الأمة عاملاً لعزتها لا أداة لقمعها والتآمر عليها، فتفشل بذلك مخططات أمريكا وبقية الدول الاستعمارية وتعيد فلسطين لحياض المسلمين وتستعيد مكانة الأمة المرموقة بين الأمم.

5-4-2014