تعليق صحفي

وزراء الخارجية العرب يكرّسون تآمرهم على فلسطين ومقدساتها وأهلها!

 طالب وزراء الخارجية العرب، في مشروع قرار تم رفعه للقمة العربية الـ25 المنعقدة غداً في الكويت لإقراره، الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الاوروبي، والأمم المتحدة، بالتحرك الفوري لتحمل مسؤولياتهم والضغط على "إسرائيل" للوقف الفوري للاستيطان في مدينة القدس، ومطالبتها بأن تنصرف إلى عملية مفاوضات جادة تعيد الحقوق وتحفظ الأمن والسلام والاستقرار بدلا من تقويض عملية السلام.

مَن تتبع مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب بخصوص قضية فلسطين، يرى حجم التآمر المستمر من قبل حكام دول الضرار بحق فلسطين وأهلها ومقدساتها، وأن جلّ اهتمام هؤلاء الحكام تنفيذ المخططات الاستعمارية التي تختبئ خلف ستار عملية السلام؛

فوزراء الخارجية العرب قرّروا استمرار دعم عباس وسلطته في تنازلاتها التفريطيةبحق الأرض والإنسان والمقدسات، وخوّلوا عباس بالمضي قدماً في عملية السلام، رغم جرائم الاحتلال، وهو ما يمهّد لتمديد المفاوضاتالخيانية فترة زمنية إضافية انصياعاً للإدارة الأمريكية.

وفي طلبهم من أمريكا والاتحاد الأوروبي الضغط على كيان يهود، دليل واضح على أن هؤلاء الحكام مجرد نواطير لا يملكون من أدوات الضغط أو ترهيب يهود سوى الشكوى لأسيادهم في واشنطن ولندن وباريس.

وفي حرصهم على ما يسمى بعملية السلام تأكيد على خوفهم على كيان يهود المحتل من الزعزعة وعدم الاستقرار جراء الثورات والتغيرات التي تعصف بالمنطقة، وهو ما أكدّه عباس وملك الأردن أكثر من مرة.

أما ادانات واستنكارات وشجب الحكام العرب لتهويد القدس واستمرار الاستيطان وقتل أهل فلسطين واعتقالهم وتقويض أسس المسجد الأقصى والسعي لتقسيمه، فما أكثرها حيث امتلأت مقررات وزراء الخارجية بهذه العبارات دون أن تتبع تلك الاستنكارات والشجب ببعض ردود الفعل الحقيقية مما يجعلها كذبا ومجرد ديباجة لمقررات القمة العربية التآمرية.

فقد امتلأ مشروع القرار بالعبارات التالية:

-جدد المجلس رفضه جميع الاجراءات "الإسرائيلية" غير الشرعية التي تستهدف ضم القدس وتهويدها...

-طالب المجلس "إسرائيل" بالتوقف الفوري عن كل هذه الاجراءات وتنفيذ التزاماتها

-طالب المجلس اليونسكو بتحمل مسؤولياتها...

-وأدان المجلس بشدة التصريحات "الإسرائيلية"...

-طالب المجلس الفاتيكان بعدم توقيع أي اتفاق مع الحكومة "الإسرائيلية"...

-ندد المجلس بالقرار "الإسرائيلي" لإقامة مشروع القطار....

-وأكدوا أهمية استمرار وكالة الغوث الدولية...

-وأكدوا القرارات الأخيرة التي اتخذتها لجنة القدس...

-أدان الوزراء سياسة التطهير العرقي التي تمارسها "إسرائيل" في القدس...

-ودعوا الحكومة السويسرية لاستئناف انعقاد اجتماع الاطراف السامية المتعاقدة لاتفاقية جنيف لعام 1949 لعقد مؤتمر لبحث سبل تطبيق الاتفاقية على الاراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

-وطالبوا بتشكيل لجنة قانونية في إطار الجامعة العربية لمتابعة توثيق عملية التهويد...

-وطالب الوزراء في مشروعهم الدول التي تقدم دعما للاستيطان بالعمل على وقف تمويله...

-وأدان الإجراءات "الإسرائيلية" في المنطقة (ج)...

وغيرها الكثير، وكل هذه العبارات بالرغم من اقتصارها على الشجب والإدانة الجوفاء، فهي عبارات تسوّلٍ مهينة من الاحتلال أو أسياده المستعمرين، وتخلٍ واضح عن نصرة فلسطين وأهلها، وتخاذل مفضوح في ظل استمرار جرائم الاحتلال، حيث يرهن هؤلاء النواطير حماية أهل فلسطين بمؤسسات دولية استعمارية، ويطالبون الاحتلال بإرجاع الحقوق عبر مفاوضات جادة!! بعد أن يؤكدوا اعترافهم بشرعيته على الأراضي المحتلة عام 1948!! لقد جعل هؤلاء النواطير أهل فلسطين مجرد أيتام متسولين! دون أن تتحرك في هؤلاء أية نخوة من أي نوع كانت! فلا الدين يحركهم ولا القرابة ولا الجوار، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

إن قضية فلسطين، هي قضية أمة إسلامية عريقة، وهي لا تحتاج لانعقاد مؤتمرات ولا قمم وزارية أو رئاسية، بل قرار واحد فيكون تحريرها والقضاء على كيان يهود، وتحرك أي جيش عربي تحركاً حقيقياً كفيل بتحقيق ذلك، لكن هذا القرار لن يصدر من أقنان إمعات بل من حكام حقيقيين يخرجون من رحم أمتهم ويحققون تطلعاتها ويحكمونها بشرع ربها، وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله بقيام الخلافة التي ستحطم الحدود المصطنعة وستسّير جحافل الجند لتحرير مسرى رسول الله، ولن تكون هذه القمم إلا وبالاً على أصحابها وملفاً أسوداً يدينهم عندما تحاسبهم الأمة حساباً وعسيراً.

24-3-2014