تعليق صحفي

روسيا الاتحادية وريثة إجرام روسيا القيصرية والشيوعية، ودورة ألعابها تقام على جثث المسلمين

أعلن فلاديمير بوتين افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثانية والعشرين في مدينة سوتشي، ووقف يوم 8-2-3014م قائلاً: (أقول إلى القادة السياسيين في العالم إني أشكركم على دعمكم لرياضييكم، إنهم أفضل سفراء لبلدانكم، لكن أتمنى أن تحترموا رسالتهم الأولمبية حول النوايا الحسنة والسلام. لتكن لديكم الشجاعة في حل خلافاتكم بحوار سياسي مباشر وسلمي وليس على ظهر الرياضيين).

لقد تجاهل بوتين كون ألعابه الشتوية تقام فوق ضحايا المسلمين في سوتشي، الذين ذبحتهم روسيا القيصرية بلا رحمة، وهجّرت جزء منهم، واضطهدت الباقين وفرضت على معظمهم التحول إلى النصرانية الأرثوذكسية، تجاهل بوتين إجرام روسيا القيصرية والشيوعية لأن الإجرام ديدنها، ولأنه على خطاهم يسير في قتل واضطهاد وسجن المسلمين في شمال القوقاز ومنها الشيشان، تجاهل بوتين ذلك كله وجاء ليتحدث عن ركوب أظهر الرياضيين!

إن سوتشي تقع في شمال القوقاز (القفقاس) المسلمة، والقوقاز منطقة جبلية تقع بين البحر الأسود وبحر قزوين وتشمل هذه المنطقة بلاد الأنجوش وداغستان وأوسيتيا الشمالية والشيشان في الشمال، كما تشمل مناطق جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وأجزاء من تركيا وإيران في الجنوب.

 وقد وصل الإسلام إلى القوقاز في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه، وفتحت تبليسي عاصمة جورجيا على يد الأمير حبيب بن مسلمة زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبقيت القوقاز جزء من دار الإسلام إلى أن قدم التتار وانتزعوها في فترة ضعف الدولة العباسية، ثم ما لبث التتار الغالبون أن اعتنقوا دين "المغلوبين" وأسسوا ما أطلق عليه المملكة الذهبية لشدة ثرائها وعلو شأنها.

وبإنشاء الدولة الروسية بعد توحد الأرثوذكس في روسيا، استولت روسيا على القوقاز وذبحت الرجال وزوجت غالبية النساء للروس في أثناء غفلة وضعف من المسلمين، وفي تلك الفترة تكونت الدولة العثمانية التي بدأت بمساعدة أهل القوقاز، ثم تمكنت عام 1578م من استرجاع القوقاز باستثناء أذربيجان، واستمرت السجالات بين المسلمين والروس على القوقاز حتى ضعفت الدولة العثمانية وتمكن الروس من احتلال القوقاز وارتكاب المذابح فيها، وتهجير حوالي مليون مسلم، ووقف أهل القوقاز مواقف بطولية في التصدي للروس أذهلت الروس والعالم.

وبقيام الاتحاد السوفييتي اشتد الإجرام والقمع والاضطهاد أكثر، فدمّروا المساجد وألغوا التعليم الديني وفرضوا الفكر الشيوعي الإلحادي على الناس ونكلوا في الناس أشد تنكيل، وقام ستالين في نهاية الحرب العالمية الثانية بنفي الشعب الشيشاني كله من بلده إلى سيبيريا وكازاخستان ومات في المنفى نصف الشعب الشيشاني المقدَّر بمليون ومئتي ألف نسمة، ورغم ذلك استمرت مقاومة أهل القوقاز بشكل أثار الأدباء الروس، فتساءل هيرزن عمّا إذا كان الشيشان ينتمون إلى فصيلة خاصة من الجنس البشري، وألّف تولستوي رواية "الحاج مراد" التي تتحدث عن شجاعة الشيشانيين.

وبانهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه عام 1991م، استمرت روسيا الاتحادية في حربها ضد المسلمين في شمال القوقاز، فارتكبت المذابح الإجرامية عام 1995م في الشيشان، ولا تزال مستمرة في

من شباب حزب التحرير دونما توقف في كافة أنحاء روسيا.

لقد قامت دولهم على أجسادنا، وشيدت مبانيهم بدمائنا، فكل حديث عن السلام مكذوب، وكل مظهر مهما جملّوه مقلوب، إنهم قتلة ولا تزال دماء المسلمين من أنيابهم تسيل.

وها هو بوتين المجرم يقف فوق كل جرائمه وجرائم الاتحاد السوفييتي وروسيا القيصرية ليمثل دور حمامة السلام، وما هو إلا ذئب مفترس، لا تشبع غريزته من دماء المسلمين، ولا يزال يمد الطاغية بشار بكل ما من شأنه أن يزيد القتل في المسلمين.

ولكن الخلافة التي تخشاها روسيا وتتمنى ألا تقوم لتنجو بجرائمها من عقاب الخلافة العارم لقادمة بإذن الله، تلك التي حذّر منها بوتين في 2002م قائلاً: «إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية»، والتي ي

أنه نظام بشار يقاتل لمنع إقامتها.

إنها قائمة وقادمة بوعد الله وبإذن الله، وبجهد العاملين المخلصين الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة العظمى، وسينال حكام روسيا ومن ساندهم من الأوساط عقابهم العادل.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(

 

13-2-2013م