تعليق صحفي

عباس ويهود يريدون استبدال يهودية "إسرائيل" بيهودية سلطة عباس

رغم ما قد يظن من تعنت يهود أمام سحب المستوطنات وفق ما طرحه نتنياهو في منتدى دافوس بالقول انه لن يقبل بانسحاب أي مستوطن، إلا أن مقصده ذاك يتضح بتصريحات عن مكتب رئيس وزراء يهود وقولهم "بوجوب منح المستوطنين فرصة اختيار العيش داخل الدولة الفلسطينية التي ستقوم مستقبلا".

ويتضح أكثر بموافقة رئيس السلطة في بداية المفاوضات حيث قال " لن يبقى أي إسرائيلي جزء من الاحتلال، ولم أقصد بأنني لا أريد يهود في الدولة الفلسطينية" وبذلك يلتقي موقف عباس مع موقف نتنياهو على بقاء يهود في أرجاء دولة عباس المسخ التي يطالب بها على ما تبقى في حدود عام 67 بتبادل أراض أو بدونه، فرئيس السلطة التي تنازل عن فلسطين باستثناء ما سيلقمه إياه يهود وأمريكا يقبل بأن يبقى خادما ذليلا وحاميا أمينا ليهود وقطعان مستوطنيهم داخل حدود دولته المزعومة والتي يحصر قضية فلسطين بها.

إن نهج المساومة الذليل الذي وجدت من أجله منظمة التحرير ووليدتها السلطة ليقدم في كل يوم أنموذجا مسخا لحالة التنازل والتصفية التي يقومون بها وحصرهم قضية أمة كقضية فلسطين في أمتار هنا و أمتار هناك وسيادة مزعومة لن تنالها، بل ستكون سيادتها على أهل فلسطين الثائرين على عدوهم وما حال التنسيق الأمني عن السلطة ببعيد.

إن نهج التنازل والتفريط واللعب ضمن حدود الشرعية الدولية الظالمة والمطالبة بإقامة دولة على بعض بعض فلسطين، أثبت انه نهج فاشل وخياني لقضية يراد تمليك قرارها لسلطة خانعة كالسلطة الفلسطينية ورئيسها عباس، لتقدم بعد التنازل تنازلات.

فهل يظن عباس ومفاوضوه أنهم يخدعون يهود بذلك من خلال المراهنة على عدم بقاء يهود في المستوطنات نتاج حماية السلطة لهم بدلا عن يهود؟  وذلك بدون أي ضمان لسلطته البائسة إلا ما تقدمه ليهود من خدمات وحماية بينما تعتقل من يفكر من أبناء شعبها بمقاومة المحتل أو حتى قطعان المستوطنين التي تعيث في الأرض فسادا وقوات السلطة لا تنبس ببنت شفة.

إن سلطة ومنظمة رضيت بأن تقزم قضية فلسطين بثوبها الوطني الخياني المهترئ لأعجز عن القيام بتصفية قضية فلسطين وإدخال شجونها في جحور المساومات الرخيصة، فقضية فلسطين قضية أمة عظيمة لا سلطة تافهة، هدفها إزالة الاستيطان بالحفاظ على المستوطنين داخل حدودها بل بإزالة الكيان المحتل عن بكرة أبيه.

27/1/2014