تعليق صحفي

 

تصريحات رجالات السلطة تدلل على تأمرهم على قضية فلسطين عن سبق علم وإصرار!!

 

قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، الدكتور محمد اشتية، أنّ المفاوضات الجارية مع الجانب "الإسرائيلي" تتجه الى الفشل، وأنّه لن يتم تمديدها يوما واحدا بعد انتهائها في 29 نيسان المقبل، وإننا نتجه نحو خيار "الدولة الواحدة".

مضيفا أنّ السلطة لا يمكن لها أن تستمر كما ما هي عليه "ويجب أن نغير وظيفيتها إلى سلطة مقاومة وليس خدمات". وموضحا أنّ السلطة الفلسطينية حين تم تأسيسها كانت تخدم الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي و"اسرائيل"، واليوم أصبحت تخدم ذات الأطراف ولكن بطريقة معكوسة وهي "اسرائيل" والمجتمع الدولي والشعب الفلسطيني، ولذلك علينا أن نطرح سؤالا استراتيجيا على أنفسنا، هل سيستمر هذا أم علينا أن نعيد النظر في هذا الأمر؟.

 

لا يوجد أكثر من هكذا صراحة من قبل أحد كبراء السلطة في وصف حقيقة السلطة المخزية، فهو يصرح بأنّ سلطته لا تعدو سلطة خدمات "بلدية كبيرة" وهو ما يعني خلوها من كل معاني السلطة والسيادة، في الوقت الذي قرعت أذان الناس بطبول الدولة والسلطة تحكي انتفاخا صولة الدول.

وهو كذلك صرح بأنّ السلطة منذ نشأت وهي تخدم الغرب ودولة يهود، وزاد على ذلك بأنها أصبحت الآن تخدم دولة يهود بالمقام الأول والغرب بالمقام الثاني، فأي عار هذا يا سلطة الذل والخزي؟!

 وأما حديثه عن المفاوضات والفرصة الأخيرة، فهو أقل من أن يستحق تعليقا، فكما سقط عباس على رأسه من على الشجرة التي اعتلاها، وكما هوت السلطة صاغرة أمام كل ما أشاعته من تمنع عن المفاوضات دون وقف الاستيطان، ستلعق السلطة ورجالاتها كل ما يلزمه لعقه من تصريحات ومواقف إذا ما أراد أسيادها في البيت الأبيض ذلك.

والحقيقة أنّ مثل هكذا تصريحات تكشف أنّ السلطة وكبراءها يعرفون حقيقة دورهم وواقع سلطتهم، وأنّهم ليسوا سذجا أو عميا، بل مجرمون ومتآمرون على قضية فلسطين وأهلها، ووظيفتهم هو تصفية القضية وخدمة أسيادهم.

 

حقا، لقد آن الأوان لأن يعلي أهل فلسطين صوتهم عاليا في وجه السلطة ورجالاتها، بأن كفّوا أيديكم عن فلسطين فأنتم لا تمثلون فلسطين ولا أهلها، بل أنتم عار على كل من ينتمي لكم، وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه قبوركم مرجما للمسلمين كقبر أبي رغال.

 

23/1/2014