كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته على صفحاتها ونقلته الجزيرة نت أن وكالة الإستخبارات الأمريكية تساهم في تعذيب المعتقلين لدى أجهزة الأمن الفلسطينية، وفيما نفي الناطق باسم الشرطة الفلسطينية عدنان الضميري الخبر واتهم صحيفة الغارديان بالتلفيق أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال برام الله وجود علاقة بين الأجهزة الأمنية في رام الله وبين السي آي أي لكنه نفى مشاركتها فيما يتردد عن عمليات تعذيب.
من جانبها لم تنكر السي آي أي علاقتها بالأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، لكنها رفضت التعليق على الفائدة المرجوة من المعلومات المستخرجة من المعتقلين تحت التعذيب.
ويلفت التقرير النظر إلى أن العديد من منظمات حقوق الإنسان سبق ووثقت وتحدثت عن سوء معاملة المعتقلين في سجون الضفة الغربية، ومن بين هذه المنظمات العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش ومنظمة الحق ومنظمة بتسليم "الإسرائيلية"، حتى إن هيئة حقوق الإنسان التابعة للسلطة الفلسطينية سبق وأعربت عن قلقها مما يجري بحق المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية.
لم تكن السلطة بدعاً من الأنظمة العميلة الخائنة التي نُصبت على رقاب الأمة وسعت جاهدة لخدمة القوى الغربية الإستعمارية، فهي قد خرجت من رحم تلك الأنظمة بسفاح مع كيان يهود فكانت النموذج الأسوأ فيها، فالأنظمة في البلدان العربية والإسلامية تسخر حكوماتها وقواها الأمنية لخدمة أعداء الأمة، ولا عجب في ذلك فتلك هي وظيفتها التي لأجلها كانت تلك الأنظمة.
ففي اليمن تقصف الطائرات الأمريكية المدنيين العزل باسم انتمائهم للقاعدة، وفي باكستان لا تتوقف الغارات الجوية الأمريكية في منطقة القبائل وتساندها القوات الباكستانية، وكذلك الحال في أفغانستان وفي العراق، وفي بنغلادش تقدم القوات البنغالية على إجراء تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية تمهيداً لتمكين أمريكا هناك عبر إعطائها قواعد عسكرية، وكذلك الحال في الأردن وأوزباكستان وغيرها، وأخيراً وليس آخراً تكشف الصحف عن التعاون الأمني الفلسطيني بل الخدمة الأمنية التي تقدمها السلطة لصالح أمريكا علاوة على الخدمات "الجليلة" التي تقدمها لكيان يهود.
ليس سراَ أن الجنرال كيت دايتون هو من يتولى قيادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وبالتالي ليس سراً أن أمريكا وأتباعها هم الذين يهيمنون على أجهزة السلطة فما الغريب أن تقدم هذه الأجهزة على البطش بمواطنيها لصالح القوى الغربية الإستعمارية؟!! أليست أمريكا وأوروبا ويهود هم الذين أوجدوا السلطة كمشروع دولي يحافظون به على كيان يهود؟!! أليست أمريكا وأوروبا ويهود هم الذين يمدون السلطة بالمال السياسي القذر؟!! أليسوا هم الذين يشترون ذمم المتزعمين للسلطة؟!! فهل من الغريب أن يقدم هؤلاء العبيد على خدمة أسيادهم؟!!
إن ممارسات السلطة من بطش وتنكيل وتعذيب وترويع بحق أهل فلسطين لا يحتاج لتقارير إخبارية أو سرية أو شهادة منظمات حقوقية أو إنسانية فهي ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار وإن أغفلتها بعض وسائل الإعلام وعملت على كتمانها، فأهل فلسطين يعلمون تصرفات هذه السلطة التي انحازت منذ نشأتها لجانب أعداء الأمة وحملت السلاح في وجه أهل فلسطين لا في وجه أعدائهم وجلبت لهم الفقر والخراب.
إن مشروع السلطة بات حملاً ثقيلاً على كاهل أهل فلسطين، فهو لا يعدو جسراً لتمرير المخططات الإستعمارية، وأداة طيعة بيد يهود، ووجود السلطة يزيد من معاناة أهل فلسطين فلقد باتوا بين فكي كماشة، بين الإحتلال الذي لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولا يراعي حرمة دماء ولا مقدسات وبين تآمر سلطة تبطش بهم باسم المشروع الوطني وتنهب أموالهم وتحاربهم في أرزاقهم لصالح حفنة من المنتفعين.
لقد آن الآوان للأمة الإسلامية أن تتحرك لتنقذ فلسطين من براثن يهود ومن تآمر الحكام والسلطة عليها وبطشهم بأهلها، فأهل فلسطين قد كلّوا من توجيه الإستغاثات فهل من رجل رشيد يجيب هذه النداءات أم تراها تلاقي آذاناً صماً؟
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
18-12-2009