تعليق صحفي

ستبقى فلسطين أرضاً إسلامية وليس ليهود حق فيها رغم كل الاتفاقيات الباطلة يا عباس

قال محمود عباس: "على الحكومة الإسرائيلية وقف النشاطات الاستيطانية، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لتحديد حدودنا وحدودهم، وبعد ذلك يستطيعون البناء كيفما يريدون داخل حدودهم".

وقال "يجب على الحكومة الإسرائيلية اغتنام هذه الفرصة التاريخية حتى نصل إلى حل"، مؤكدا "أن السلام بين إسرائيل وفلسطين ليس بين البلدين فقط، بل بين إسرائيل من جهة والدول العربية والإسلامية من جهة أخرى، بحسب مبادرة السلام العربية".

تصريحات عباس ليست جديدة في مضمونها وانخراطها في مشروع التفريط، وتطلعها إلى "شرعنة" الاحتلال والترويج للتطبيع معه من كافة البلاد العربية والإسلامية واعتبار الفرصة لتحقيق ذلك سانحة، ليس ذلك غريباً أو جديداً، لكن التكرار لا يجعل الأمر مقبولاً أو مستساغاً حتى يخرج علينا عباس بتصريحات قمة في الاستخفاف بفلسطين وأهلها، بأن يعتبر أنّ للمحتل حدوداً ولنا حدود، وأنّ بمقدور المحتل البناء ضمن حدوده كيفما شاء!.

فمن ذا الذي خوّل عباس ومنظمته وسلطته أن يهب أرض فلسطين أو جزأها الأكبر ليهود، وأن يعتبر أنّ لهم حقاً في هذه الأرض المباركة؟! بل وأن يبحث معهم تبادل الأراضي كما روجت لذلك وسائل الإعلام مؤخراً؟!

إنّ ادّعاء عباس ومنظمته تمثيل أهل فلسطين بصورة شرعية ووحيدة هو كذب وخداع، فلا عباس ولا منظمته يمثلون أهل فلسطين، بل هم دخلاء، قد اختطفوا هذا التمثيل اختطافاً، وكساهم إياه الحكام الجبريون الفاقدون لأدنى شرعية عبر جامعتهم العربية لأجل تمرير المخططات الدولية الاستعمارية التي نشاهد انخراط المنظمة ووليدتها السلطة في تنفيذها، وليس أقلها تثبيت كيان يهود وحراسة أمنه وحدوده.

هذا علاوة على أنّ فلسطين أرض خراجية رقبتها ملك للأمة الإسلامية جمعاء، ولمن هم في أصلاب الرجال من المسلمين إلى يوم الدين، فلا يملك أحد مهما كانت صفته التصرف بها أو التفريط بشبر منها.

إنّ هذا الاستهتار بالأرض المباركة، والحرص على كيان يهود، بل والسعي الدؤوب للتطبيع معه، يقف خلفه استقواؤه بالاستعمار على الأمة الإسلامية وأهل فلسطين، فرئيس السلطة وبقية أزلامها يدركون أنّ أهل فلسطين لا يقبلون بالتنازل عن شبر منها، وأنهم لا ينظرون لكيان يهود إلا كمحتل، وأنهم يناصبونه العداء حتى يخرجوه من كل شبر من هذه الأرض المباركة، وأنّ كل اتفاقيات السلطة لن تغير في نظرة أهل فلسطين وبقية المسلمين شيئاً ما داموا مسلمين ويقرأون قول الله تعالى (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم) وقوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) وقول الرسول الأكرم "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ".

وإن الأمة اليوم تتحفز لتستعيد مكانتها وتحقق بشرى رسولها، وإنّ عباس ومنظمته يسارعون في الوقت الضائع وسيفشلون فقد فات أوانهم.

18-10-2013