على الرغم من أنّ السلطة الفلسطينية قد تحولت إلى ذراعٍ أمني لكيان يهود، تأتمر بأمر جنرالاته وسياسييه، فتبطش بكل من يرفض كيان يهود أو يهدد أمنهم من قريب أو بعيد، حتى أضحت قوات يهود تصول في الضفة الغربية آمنة مطمئنة، وأمست تل أبيت لا تخشى مقاوما أو مجاهداً يخترق الحواجز فيطلق الرصاص ما دامت السلطة تقوم بدورها باعتقال كل من تشك فيه أو ترتاب في أنه يخطط لشيء يؤذي يهود، وبالرغم من أنّ كل عتاد السلطة من آليات وسلاح لم تستخدمه السلطة إلا في قمع المظاهرات التي خرجت باتجاه يهود، وفي قمع المسيرات التي خرجت ترفض اتفاقيات السلام المذلة ومؤتمراته المشينة ولو بشكل سلمي.
وعلى الرغم من أنّ قوات السلطة تتدرب على يد دايتون الذي أصبح يفتخر بمن يُخرجهم، لما يتمتعون به من ولاء للسلطة ويهود، وانفصال عن تطلعات أهل فلسطين وهمومهم، وقناعة بضرورة حفظ أمن يهود والعيش بسلام معهم.
إلا أن كل ذلك لم يشفع للسلطة ومنذ عام 2005 لكي يأذن يهود لها باستلام آليات مدرعة روسية لن تستخدمها إلا في قمع كل من يعارض مسيرتها نحو السلام المذل مع يهود.
وهذا إن دل على شيء فإنّما يدل على أنّ يهود لا يتعاملون مع السلطة إلا كما يتعامل السيد مع عبده اللئيم، فلا يأمنه على شيء ولا يكرمه خشية أن يتمرد عليه حيناً من الدهر، وما يؤكد هذا الكلام ما رجحته صحيفة "هآرتس" من إمكانية التوصل إلى تسوية على إرسال تلك الآليات إلى قاعدة عسكرية في الأردن بحيث يمكن إرسالها بشكل طارئ إلى الضفة الغربية إذا اقتضى الأمر بعد أن تتدرب قوات عباس على استخدامها تحت إشراف خبراء أميركيين.
 فغير صحيح أنّ يهود يريدون السلطة شريكا في عملية السلام، بل يريدونها أجيرة بالسخرة دون أن يكون لها من الكرامة أو السيادة شيء، وما قول باراك للموفد الروسي" بأنّه لا يعارض مبدأ تسليم تلك الآليات ويسعى إلى تعزيز أجهزة الأمن للرئيس الفلسطيني محمود عباس لكن الوقت غير ملائم لتزويدها بتلك الآليات" إلا دليل على احتقار يهود للسلطة وتعاملهم معها تعامل ابتزاز وتسخير.
فهلا أفاق أزلام ورجالات السلطة من حلمهم، ورجعوا عن غيهم وتهالكهم في السير مع يهود وأمريكا!، وتابوا إلى الله ورجعوا إلى حضن أمتهم التي تتطلع إلى إنهاء كيان يهود من جذوره.
9-12-2009