اقتحم عشرات المستوطنين من طلبة المدارس الدينية صباح الثلاثاء ساحات المسجد الأقصى بحراسة شرطية مشددة، وكذلك قام ثمانين من أفراد المخابرات "الإسرائيلية" باقتحام باحات الأقصى. وقد جاءت تلك الاقتحامات بالأعداد الكبيرة بعد يوم واحد من تصريحات صحيفة لمفوض الشرطة "الإسرائيلية" أبدى فيها موافقة الشرطة على دخول المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، معتبرا أنها جزء من "جبل الهيكل" وأن ذلك "حق مضمون لليهود لا يجوز النقاش فيهأبدا"، على حد زعمه (وكالة معا 10-9-2013).

إن الكيان اليهودي المجرم الذي قام على جماجم أبناء فلسطين عندما يتحدث عن "الحق" هو يتحدث القوة التي يتغطرس بها بتأييد أمريكا، وهو يمارس عنجهيته وعدوانه المستمر مستفيدا من مجموعة من العوامل السياسية المحلية والإقليمية، منها:

1)   الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والتغطية على جرائمه في المحافل الدولية.

2)  التخاذل العربي ووجود كيانات عربية قائمة كحرس حدود لهذا الكيان الباطل، تسمى تضليلا دول الطوق بينما هي طوق حماية لليهود لا مرابطة ضدهم. بل وانشغال تلك الأنظمة بالدفاع عن عروشها وتأمين بقائها.

3)  تغييب حكام العالم الإسلامي ومواكينهم الإعلامية قضية فلسطين عن وعي الشعوب، وتسكين جيوشهم في الثكنات وفي حماية الأنظمة. واكتفاء علماء السلاطين بالدعوة للأقصى دون دعوة الجيوش لواجبها الجهادي تجاه الأقصى.

4)  وجود السلطة الفلسطينية كمشروع أمني لحماية كيان يهود ومستوطنيه، وتأهب تلك الأجهزة لمطاردة كل من يفكر بالتصدي لهم بالسلاح.

 

وهكذا وجد اليهود الدعم بحبل من أمريكا وتآمر من الحكام وتضليل من أبواقهم الإعلامية وغابت جيوش المسلمين وهبات المجاهدين فاستأسد أجبن خلق الله ممن هم أحرص الناس على حياة.

"وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ"

وستظل هذه الحالة المخزية تتكرر حتى يأذن الله بتغيير المعادلة السياسية وقلب هذه الأنظمة المتآمرة والتحرر من هيمنة أمريكا بإقامة الخلافة، ساعتها سيدرك اليهود أي مصير ينتظرهم، وإن غدا لناظره لقريب.

10-9-2013