تناقلت وسائل الإعلام قرار حكومة يهود تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر دون أن يشمل هذا التجميد مدينة القدس، ونقلت وسائل الإعلام أن السلطة الفلسطينية رفضت القرار وطالبت بوقف الاستيطان بما في ذلك مدينة القدس، وكررت السلطة أقوالها بضرورة وقف الاستيطان حتى تشارك في المفاوضات التي تسعى أمريكا إلى استئنافها بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود.
إن حجم التضليل الذي مورس على المسلمين في قضية فلسطين لا يكفيه مجلدات ومجلدات، فلقد سعى الغرب وأدواته من حكام المنطقة وكذلك التنظيمات الفلسطينية إلى إدخال قضية فلسطين في أنفاق مظلمة كثيرة الدهاليز بحيث يتيه المسلمون عن حقيقة القضية ليلهثوا خلف قضايا جزئية ما أدى إلى ضياع فلسطين وإعطائها لقمة سائغة لشرذمة حاقدة على البشرية فضلا عن حقدها على المسلمين.
ومن ذلك قضية الاستيطان، فصحيح أن الاستيطان أكل أراضي أهل فلسطين وأدى إلى تهجير الكثير من العائلات وهدم بيوتهم خاصة في القدس وأدى إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية والمآسي الناجمة عنه كثيرة، ولكن القضية الحقيقية هي وجود هذا الكيان السرطاني الخبيث الذي أقيم على أراضي أهل فلسطين كافة فلسطين ما أدى إلى تهجير الملايين وقتل عشرات الآلاف وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وغير ذلك من مآسي أهل فلسطين، ولكن العلاج انصب عمدا على إفرازات الاحتلال وليس على إنهاء الاحتلال، فالسلطة الفلسطينية والحكومات العربية تنازلت عن معظم فلسطين ليهود وتطالب بوقف الاستيطان حتى تتفاوض على أقل من 20% من أرض فلسطين، فالذي يتحدث عن وقف الاستيطان في الضفة الغربية يكون قد أكد تنازله عن بقية فلسطين، والذي يطالب بحق العودة يضلل الناس لأنه يطالب بعودة اللاجئين إلى دولة كيان يهود بدلا من تحرير الأرض وإعادتها إلى أهلها، والذي يتحدث عن القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين في حدود 67 يؤكد تنازله عن بقية فلسطين ليهود بما في ذلك معظم القدس.
نعم هكذا قزمت قضية فلسطين من قضية أرض إسلامية احتلت يجب على المسلمين تحريرها وإنهاء الكيان المجرم الذي أقيم عليها، إلى مجموعة قضايا جزئية زادت من قوة وغطرسة يهود وزادت من معاناة أهل فلسطين، فبعد أن كانت المطالب دولة على كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر أصبحت المطالب دولة فلسطينية منزوعة السلاح بلا سيادة ولا سلطان ولا مياه ولا جيش إلا بما يسمح به المحتل ويكفي لملاحقة الرافضين لدولة الاحتلال اليهودي.
إن بلاد المسلمين المحتلة ستبقى تحت المعاناة والذل والهوان والضياع طالما بقي الرويبضات ينطقون باسم الأمة، فهؤلاء وضعوا أنفسهم في صف أعداء الأمة، لذلك يجب على الأمة أن تستعيد زمام أمرها وتخلع هؤلاء الرويبضات أينما وجدوا وتبايع إماما يحكمها بالإسلام ويقودها إلى ساحات الجهاد فيحرر فلسطين كل فلسطين وكافة البلاد المحتلة، ويحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى البشرية كافة.