ارتكبت قوات الأمن المصرية بدعم من الجيش المصري مجزرة فظيعة بحق العزل المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة وبقية أنحاء مصر، فسفكت الدم الحرام فقتلت المئات وجرحت الآلاف في صورة يهتز لها كل مؤمن موحد بالله، ولا زالت تقمع المحتجين على تلك الجرائم وتقتحم المساجد وتعتدي على حرماتها وعلى العزل المحتمين فيها كما فعلت في مسجد الفتح.

(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)

إن قيادة الجيش المصري المتحكمة في البلد قد رهنت نفسها ومصير مصر وجيشها وأهلها للنفوذ الأمريكي، وهي تسعى من خلال جريمتها هذه إلى تثبيت النفوذ الأمريكي وتوفير الاستقرار له بما يضمن قيام النظام المصري بدور الوكالة عن أمريكا في تنفيذ مشاريعها في مصر والمنطقة بأسرها وحماية كيان يهود، وأمريكا هي التي أعطت الضوء الأخضر للسيسي وعصابته لارتكاب تلك المجازر، وأمّا جعجعاتها الإعلامية فهي تضليل واضح وكذب مفضوح.

إن الانقلابيين العلمانيين هم الوسط السياسي التابع لأمريكا وهم الوسط الحاضن لنظام المخلوع مبارك، وهم وقيادة الجيش "أمناء" النفوذ الأمريكي في مصر، وهؤلاء جميعا يكيدون بالإسلام والمسلمين في مصر تحت غطاء عدائهم للإخوان بينما هم أعداء لكل ما هو إسلامي، لذا فلا يصح الالتقاء معهم أو تنسيق المواقف معهم فهم أدوات الاستعمار وحراسه.

لقد كشفت أحداث مصر مدى تجبّر قادة الجيش بالمسلمين وأهل مصر في الوقت الذي يدفنون رؤوسهم في الرمال أمام يهود وعدوانهم على مصر وأهلها بل يشاركونهم العدوان.

كما أكدت هذه الأحداث أن ما يسمى بلعبة الديمقراطية والانتخابات مصممة لحرب الإسلام وأهله، ولا يمكن للقائمين عليها المرتهنين للغرب أن يسمحوا للمسلمين بالوصول إلى الحكم، وأن الطريق لوصول الإسلام للحكم لا يكون إلا بالطريق الشرعي الذي خطه الرسول الكريم والذي يحقق انحياز أهل النصرة من أهل القوة والمنعة بجانب الحق.

إن على جيش مصر أن يخلع قيادته العميلة ويعلن انحيازه للمسلمين ويؤيد الساعين لتطبيق شرع الله فينصر الداعين إلى إقامة الخلافة فيعود كنانة الله في أرضه ويخلص مصر من التبعية لأمريكا والدول الإستعمارية، فجند عمرو بن العاص وجند صلاح الدين لم يوجدوا ليكونوا سيفا مصلتا على رقاب المسلمين بل للذود عنهم وحماية بيضتهم والانتقام من اعدائهم.

وعلى المسلمين في مصر الكنانة أن يستمروا في ثورتهم وأن يحددوا هدفهم بتحقيق التغيير الجذري وإنهاء النفوذ الأمريكي وإقامة الخلافة التي تطبق الإسلام في كل مناحي الحياة فتصون دماء المسلمين وتحفظ كرامتهم فيعودوا خير أمة أخرجت للبشرية أعزاء بدينهم، وتعاقب كل من أساء للإسلام والمسلمين. ولهم في الآخرة عذاب عظيم. وولات حين مندم.

(ولا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)

 17-8-2013