تعليق صحفي

الأسرى أُسروا في طريق تحرير فلسطين لا ليكونوا ثمنا للتنازل عنها

"طبخت" أمريكا عودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية "وإسرائيل"، وأعلنت "إسرائيل" الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين في ما وصفته بـ"بادرة حسن نية" بمناسبة استئناف المفاوضات (الجزيرة نت).

لا شك أن الأسرى قد عانوا ما عانوا من السجن والقهر وهم يناضلون من أجل أن تكون فلسطين خلية واحدة في جسد الأمة مطهرة من اليهود، وهؤلاء الذين أسروا قبل اتفاقية أوسلو على وجه الخصوص، هم الذين ظلت قواميسهم خارج سياق مصطلحات ومفاعيل حل الدولتين، وبعيدة عن التلويث السلطوي، وهم الذين لم يعرفوا إلا أرضا فلسطينية واحدة من البحر للنهر، وهم الذين حملوا السلاح وهو يدركون أن كل اتصال مع العدو اليهودي هو خيانة.

ولكن طاقم التنازلات الفلسطينية المسمى بطاقم المفاوضات قد استمرأ الخيانة والانبطاح أمام اليهود، وهو يتفنن في التآمر مع أمريكا لتمرير نهجه الخياني وإلباسه لباس الانجازات الخادعة والمضللة، مما يضاعف جرائمه في حق فلسطين والأمة، ويسرع في دنو ساعة المحاسبة في الدنيا قبل الآخرة.

ولذلك لا يمكن لطاقم المفاوضات الخيانية أن يمرر خيانته بركوب أكتاف هؤلاء الأسرى، وهم أعلى منزلة من أن يكونوا مطية لعباس وعصابته ممن تلطخت وجوههم بعار التنازلات والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وهم الذي تمشقوا السلاح في طريق الكفاح لا في طريق الانبطاح.

وهذه دعوة لأهل فلسطين أن يتصدوا لهذا الطاقم المنبطح الذي لا يعرف إلا خيانة الرضوخ للإملاءات الأمريكية والسعي لتحقيق متطلبات الأمن اليهودية، وأن يستغلوا هذا الشهر الفضيل في طاعة الكفاح السياسي لمحاولات السلطة والمنظمة تمرير المصلحة الأمريكية والإنكار عليها، ليبقى شهر الفتوحات والانتصارات، لا شهر المفاوضات والتنازلات.

30-7-2013