كتب الوزير السابق يوسي سريد مقالة في هارتس العبرية تحت عنوان " فلسطين الآن " نشرت ترجمتها وكالة فلسطين الإخبارية، قال فيها :"ولكن قبل الاعتزال أمامه مهمة واحدة أخرى _أي عباس_، وكفى. فهو ملزم بان يعلن من طرف واحد عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فلسطين الآن. الحق في أحادية الجانب محفوظ للجانبين. وهو ملزم بذلك لشعبه، لنفسه، لنا."
ويضيف الكاتب"هذا الأسبوع هاتفت أبو مازن، الذي لم أتحدث معه منذ أربع سنوات على الأقل. قلت له كل ما اكتبه هنا ألان، ورده محفوظ عندي."
لم يكد يجف حبر هذه المقالة التي نشرت قبل يومين فقط حتى خرج علينا كبير المفاوضين بتصريحه "استطعنا أن نصدر قرارا في الجامعة العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد الخميس الماضي وأن نحصل على دعم وتأييد عربيين بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967".
وقبل ذلك قال عريقات في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية نقلته وكالة معا: " لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني أننا لم نستطع أن نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما".
ليس غريبا في هذه الظروف الاستثنائية من حياة الأمة الإسلامية وفي ظل غياب دولة الإسلام إن نرى رويبضات يتكلمون في امور العامة ولكن الغريب ان تصبح الخيانة و التفريط حنكة سياسية .
فإعلان دولة من جانب واحد أو باتفاق مع يهود يعني وبكل بساطة التنازل عن فلسطين وإضافة كيان هزيل الى جوقة سايكس بيكو، وبعد هذا الإقرار بالفشل في المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما، تخرج علينا تلك الزمرة وبنصيحة من" يوسي سريد!" بتكتيك الذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967"   وكأن قضية فلسطين بحاجة إلى قرارات مذلة جديدة.
 إن قضية فلسطين لن تحل بمزيد من القرارات الدولية التي أوجدت هذا الكيان وثبتته في أرض الإسراء والمعراج.
وإعلان دولة هزيلة تحت حراب يهود على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967" لا يعني إلا التفريط في فلسطين وإعطائها لقمة سائغة ليهود.
وإذا لم يبق في جعبة من يسمون بقادة السلطة الفلسطينية سوى نصائح يهود، فإن الأمة الإسلامية في جعبتها الكثير و لن تسكت على خيانة هؤلاء ولن تبقي فلسطين والمسجد الأقصى تحت نير يهود، فقد آن الأوان للجيوش إن تتحرك ولقادة كصلاح الدين إن يقتلعوا هذا الكيان من أرض فلسطين.
16/11/2009