في موقف الساخر والمزدري للسلطة ورجالها عبر أفيغدور ليبرمان أمس عن موقفه الرافض لمنح السلطة الفلسطينية دويلة هزيلة على حدود ال67، معتبراً أنّ ذلك لن ينهي النزاع بل سينقله إلى داخل حدود "إسرائيل" من خلال العرب الموجودين في مناطق الجليل والنقب الذين سيطالبون بعد ذلك بمنحهم حكماً ذاتياً. (معاً 14/11/2009).
فوق ما يمثله هذا الموقف من صفعةٍ بعد الألف على وجوه اللاهثين وراء سراب السلام المذل، الذين فرطوا بكل شيء أملاً في أنّ يمن عليهم يهود بدويلة لا شيء فيها يشبه الدول سوى الاسم، ليستعيدوا بذلك بعض ماء وجوههم بعد أن لم يُبق لهم يهود منه شيئاً، يأتي هذا الموقف ليدل أيضاً على أنّ قادة يهود يدركون أنّ السلطة لا تمثل المسلمين ولا تمثل مسلمي فلسطين (الشعب الفلسطيني على حد تعبيرهم) وبالتالي لا تملك حل قضية فلسطين ولا تستطيع إنهاء حالة العداء بين المسلمين وبين كيان يهود الغاصب لأرض المسلمين، وقاتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم.
وهو يدل على أنّ يهود يعرفون أن لا مُقام لهم في هذه البلاد ولا قرار، وأنّ حالة العداء بينهم وبين المسلمين لا يمكن أن تُحل بسلام مزعوم يصافحون فيه قادةً لا يملكون من أمرهم شيئا حتى يملكوا من أمر الأمة وقضاياها مثقال ذرة!. فالأمة الإسلامية وقضاياها لا يمثلها إلا خليفة المسلمين القادم الذي يعرف كيف تُحرر فلسطين وكيف يُحافظ عليهم، مثلما عرف خليفة المسلمين الراشد عمر كيف يفتح فلسطين، وعرف الخليفة العباسي الناصر لدين الله كيف يحررها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وعرف  الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني كيف يحافظ عليها.
ففلسطين أرض إسلامية خالصة، لا يملك أيٌ كان على وجه الأرض أن يفرط بشبر واحدٍ منها، وتحريرها لا يكون إلا بسواعد المسلمين وجيوشهم، لا بمفاوضات الزعماء وتوسلهم. ولن ينعم يهود بالأمان ما داموا محتلين لأرض إسلامية مثلما لا تنعم أمريكا وهي الدولة الأولى في العالم بالأمن في العراق وأفغانستان. فثبات المسلمين وقتالهم لمغتصبي أرضهم جزء من أحكام ربهم التي لا تتزعزع.
16-11-2009